يرجع العلماء انتشار مرض السكري إلى تغيير المواد الغذائية، وتخزينها لفترات طويلة في الثلاجات، واستخدام المواد الكيمائية في الحفاظ عليها، وتغيير التركيبة الجينية لها، إضافة إلى نمط الحياة، وهو ما دفع بهم للبحث عن وسائل علاج مناسبة تخفف من معاناة المرضى. يقول استشاري المخ والأعصاب في مستشفى السعودي الألماني بعسير الدكتور صبري عبد الدايم إن "التهابات الأعصاب من أكثر مضاعفات مرض السكري شيوعا، وتختلف أعراضها طبقا لنوع العصب الذي يتأثر بارتفاع نسبة السكر في الدم". وأضاف أن "الأعصاب الطرفية أكثر تأثرا بمرض السكري، خصوصا في السفلية، ويعانى معظم مرضى السكري من الآلام، ولكن الخطورة الحقيقية تكمن في أن الالتهابات تؤدي إلى ضعف الإحساس بالقدمين، مما يؤدى إلى تعرض المريض لإصابات مختلفة دون أن يشعر". وعن أسباب التهاب الأعصاب عند مرضى السكري، يقول الدكتور صبري إن "قصور الدورة الدموية المغذية للأعصاب الطرفية يؤدي إلى التهابها، وإصابة الغمد اللين نتيجة بعض التأثيرات المناعية المصاحبة لمرض السكر". وأوضح أن "هناك أنواعا لالتهاب الأعصاب في مرضى السكري، التهابات حسية تصيب أعصاب الطرفين، العلوي والسفلى، وأخرى تصيب أعصاب طرف واحد، وثالثة في أعصاب منفردة، ورابعة تظهر في أعصاب الجهاز العصبي اللاإرادي". 1وعن الأعراض المصاحبة لالتهاب الأعصاب الحسي عند مرضى السكري، قال "الشعور بوخز كأنها إبر أو مسامير، والتنميل، وحدوث ألم عند التعرض لأشياء غير مؤلمة عادة كاللمس، وضعف أو قلة الإحساس بالأطراف، والشعور بسخونة الجلد في الجزء المُصاب، وتقلصات في بعض العضلات، مع زيادة الألم وخاصة أثناء النوم". وأوضح الدكتور عبدالدايم أن السكر يمكن أن يصيب أعصابا منفردة بالالتهاب مثل العصب المخي الثالث المسؤول عن ارتفاع جفن العين، وحجم حدقة، أو العصب المخي السادس المسؤول عن حركة العين للخارج". وحول أهم أعراض التهاب الطرف الواحد عند مرضى السكري، قال "قد يسبب مرض السكر التهابات في أكثر من عصب واحد من الأطراف الأربعة، وفي هذه الحالة يعاني المريض من آلام بهذا الطرف مصحوبة بضعف وضمور في العضلات". وأشار الدكتور عبدالدايم إلى أن أهم أعراض التهاب الجهاز العصبي اللاإرادي في مرضى السكري، زيادة في العرق، أو جفاف في الجلد، وقد يعانى من هبوط في ضغط الدم، وأحيانا يعاني من الضعف الجنسي، أو عدم التحكم في التبول". وشدد استشاري المخ والأعصاب على "ضرورة التشخيص المبكر لالتهاب الأعصاب في مرضى السكري، لأن تشخيص مرض آلام الأعصاب يعتمد بصفة أساسية على الفحص الإكلينيكي والتاريخ الطبي للمريض". وعن طرق الوقاية، قال إن "الوقاية خير من العلاج في مرض التهاب الأعصاب في مرضى السكري، لذلك أنصح بالانتظام في العلاج تحت إشراف طبيب، وعدم التدخين، وتجنب السمنة، والكشف الدوري على ارتفاع ضغط ونسبة الدهون بالدم، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، واتباع التعليمات الخاصة بالغذاء الصحي المتوازن، وعدم التردد في عمل كافة الفحوصات والتحاليل الطبية المطلوبة من قبل الطبيب المعالج، والحرص على ارتداء الملابس المناسبة لدرجة حرارة الجو، وتنظيم المجهود البدني مع مواعيد جرعات الأنسولين، أو الدواء الموصوف، وتناول كميات مناسبة من السوائل". ونصح الدكتور عبد الدايم مريض السكر والتهاب الأعصاب باتباع إرشادات الطبيب المعالج بدقة، والالتزام بالنظام الغذائي الموصوف، والمحافظة على الصحة العامة، وممارسة الرياضة يومياً، والفحص اليومي للقدم لاكتشاف أي شيء غير طبيعي مبكرا، وقياس مستوى السكر بالدم بشكل دوري كي تتجنب مضاعفات مرض السكري". وقال إن "المرضى الذين يعانون من نقص شديد بالإحساس بالقدمين يجب أن يتجنبوا ممارسة الرياضة العنيفة، حتى وإن كانت كرة القدم، ويحرصون على الحذاء المناسب بعناية، لتلافي كثير من مشاكل القدمين، وعدم السير حفاة القدمين حتى داخل المنزل، وفحص جورب القدم جيدا وداخل الحذاء قبل كل استخدام، وعدم استخدام أي أدوية دون استشارة الطبيب المعالج".