يملأ الأطفال أوقات الفراغ دائما بالحلويات بأنواعها المتعددة، لذلك كان لشهر الصيف وطأته على الأهل، حيث يكون أطفالهم عرضة أكثر لمشاكل الأسنان مثل التسوس والكسور والصدمات، لذا وجب على الأهل الاهتمام بكيفية المحافظة على أسنان الأطفال، ووقايتها من الضرر في هذا الفصل خاصة، وفي باقي الفصول. يقول أخصائي طب وجراحة الفم والأسنان في مستشفى الحياة الوطني الدكتور محمد نبيل شوكت، "يجب التركيز على بعض المعلومات البسيطة والفاعلة في تأثيرها، التي لها دور كبير في الحفاظ على أسنان أطفالنا سليمة وقوية، ومنها تشجيع الأهل أطفالهم على تناول المشروبات الصحية، كعصير البرتقال المنعش بديلا عن المشروبات الغازية، التي يكون لها تأثير ضار جدا على الأسنان، واعتماد الخضراوات والفواكه الطازجة كوجبات خفيفة مفيدة، بدلا من تناول رقائق البطاطس والشوكولاته.. لأن هذا النوع السيئ من الغذاء يعمل على تراكم الطبقة الجرثومية، والتي تدعى "البلاك" على الأسنان، وهي عبارة عن طبقة رقيقة من البكتيريا تعيش على سطح السن، فتتغذى على السكريات الموجودة في الطعام، لتنتج عنها الأحماض التي تؤدي إلى تآكل مينا الأسنان، وبالتالي تسوسها، وليس هذا فقط، بل إن هذه الطبقات تتسبب بالتهابات شديدة تهاجم اللثة وعظم الفك، مما يساعد على عدم استقرار الأسنان وتهديدها"، مشيرا إلى أن غرس هذه الأفكار البسيطة في عقول أطفالنا الصغيرة أولى بوادر التغير نحو الأفضل، لتتحول لاحقا إلى عادات غذائية يمارسها الطفل من تلقاء نفسه ودون رقابة. وأضاف أن "هناك بعض الخدع الغذائية التي تعزز من حماية الأسنان، كشرب الماء مباشرة بعد المشروبات الغازية، أو العمل على تناول هذه المشروبات مع وجبة الطعام، فذلك يخفف من قوة الحامض والسكريات الموجودة فيها إلى النصف، كما أن تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالألياف بعد تناول الحلويات يعمل على تنظيف جزيئات الطعام المخزنة بين الأسنان، ويحفز الغدد اللعابية على إفراز اللعاب الضروري في عملية غسل الأسنان الطبيعية". وأوضح الدكتور شوكت أنه "لا مانع من مضغ أطفالنا للعلكة الخالية من السكر لمده تتراوح بين 10 - 15 دقيقة، فهذا بدوره يساعد على إزالة شوائب الطعام، وما تبقى منها بين الأسنان، كما أنه يغسل البكتيريا الخطيرة الموجودة على سطحها، مانعا بذلك تسوسها، كما أن مضغ العلكة مُجد حقا بوصفه العامل الذي يشغل أطفالنا عن تناول الحلويات، ورقائق البطاطا، وغيرها من الأطعمة غير الصحية، فيهدأ معها بال الأهل، وخاصة عندما يقضي أطفالهم الكثير من الوقت خارج المنزل دون استخدام الفرشاة والمعجون". وأكد اختصاصي الأسنان على "ضرورة الاستخدام المنتظم لفرشاة الأسنان، وجعلها روتينا حيويا مرحا يجمع الأبناء مع ذويهم أمام مرآة واحدة، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم، فتتحول عملية تنظيف الأسنان من ملل إلى فعل محبب، وتصبح عادة لديهم عند الكبر، كما يتوجب على الأهل التأكد من حصول أسنان أطفالهم على القدر الكافي من العناية، والتنظيف بالفرشاة والمعجون، وأقلها مرتين يوميا بعد الوجبات الرئيسة، وأهمها وجبة الإفطار وقبل النوم وبالطريقة الصحيحة". إصابات الأسنان وبين الدكتور شوكت أن "الإصابات التي تتعرض لها أسنان أطفالنا خلال اللعب عديدة، فلا حدود لطاقاتهم ومشاكساتهم غير العادية، مما يجعلهم دائما عرضة للحوادث كالوقوع، أو تلقي الضربات، وما إلى ذلك، فكان من الضروري توعية الأهل بهذا الخصوص، والحرص على معرفتهم بكيفية التعامل مع هذه الحالات، وبأسرع وقت ممكن،"، مشيرا إلى أن عامل الوقت مهم جدا في نجاح العلاج أو فشله. وعن أكثر أنواع الإصابات، قال "من هذه الإصابات انخلاع السن الدائم من مكانه بشكل كامل خارج الفم، وهنا يتوجب على الأهل الإسراع بعملية البحث عن السن وإيجاده، ومن ثم حمله من جهة التاج، وليس من جهة الجذر، وإن كان متسخا يمكن تنظيفه بالماء الدافئ، مع مراعاة أخذ الحيطة والحذر الشديدين، على أن يكون التنظيف غير مبالغ فيه لإعادته إلى مكانه الذي وقع منه، أما إذا كان السن نظيفا يجب تثبيته في مكانه مباشرة، وعلى وجه السرعة". وأضاف أن "هناك حالات لا يستطيع فيها الأهل إعادة وضع السن المخلوع وتثبيته في مكانه، عندها فليحرصوا على الاحتفاظ بالسن في كوب من الحليب الخالي من السكر، أو كوب من الماء، أو وضعه في فم أحد الوالدين، حيث اللعاب، والذهاب مباشرة إلى أقرب عيادة للأسنان ليقوم الطبيب بإعادة السن إلى مكانه الصحيح، وتثبيته كما يجب". وأكد أهمية أن يراجع هؤلاء الأطفال عيادة طبيب الأسنان من وقت لآخر بقدر المستطاع للمحافظة على صحة الفم والأسنان لديهم، سواء داخل العيادة أو تحت تأثير المخدر العام".