قبل عامين من الآن، حقق فرناندو لوجو فوزاً ثورياً ساحقاً في انتخابات الرئاسة في الباراجواي. واليوم يرضخ الرجل تحت ضغوط عدة قد تطيح به سريعاً عن كرسي الرئاسة. ففي الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تراجع شعبيته بسبب عجزه عن الوفاء بوعوده الرئاسية، يجد الرجل نفسه في دائرة صراع محتدم مع خصومه السياسيين، بل وحتى مع قادة المؤسسة العسكرية، ناهيك عن تشخيص إصابته بسرطان الغدد اللمفاوية. ولد لوجو في عام 1951 في "سان سولانو" بمقاطعة "إيتابيا" على الحدود مع الأرجنتين، لعائلة فقيرة، لكنها اشتهرت بمعارضتها نظام الدكتاتور "الفريدو ستروسنر" الذي حكم البلاد في الفترة ما بين (1954 -1989). وهو الأصغر بين ستة أشقاء، تعرض ثلاثة منهم للنفي خارج البلاد عشرين عاماً، بينما سُجن والده، وكان عمه أحد قادة المعارضة. وفي سن التاسعة عشرة التحق بالجامعة الكاثوليكية، فحصل منها على شهادة في اللاهوت، ثم تم اعتماده كقس في عام 1977، وابتُعث مبشراً في الإكوادور حيث ظل هناك حتى عام 1982. لكن بعد ثلاثة أعوام على عودته، تم إبعاده من طرف النظام الدكتاتوري الذي اتهمه بإلقاء عظات "تخريبية"، فكانت وجهته هذه المرة إلى روما حيث درس علم الاجتماع الديني، وبعد عودته منها عام 1994 أصبح قساً لمنطقة "سان بدرو" الأكثر فقراً في البلاد. وتتويجاً لسنوات من الانشغال السياسي غير المباشر والتماس مع هموم الطبقات الفقيرة، أعلن لوجو في ديسمبر 2006 تخليه عن مسؤولياته كقس، وقرر قيادة معارضة قوية ضد مساعي رئيس الجمهورية في حينه "نيكانور دورب" من أجل التقدم لنيل ولاية رئاسية ثانية خلافاً للدستور. وخاض لوجو انتخابات الرئاسة في إبريل 2008 كمرشح عن "التحالف الوطني للتغيير"، حيث نجح القس الكاثوليكي السابق في الوصول إلى سدة رئاسة الحكم منذ أغسطس 2008. تمحورت حملة لوجو الانتخابية حول توطين الاقتصاد ومكافحة الفساد والإصلاح الزراعي والقضاء على الجريمة. ففاز بنسبة 40.8 في المئة من أصوات الناخبين، مقابل 30.8 في المئة لمنافسته الرئيسية "بلانكا أوفالا" مرشحة حزب "كولورادو" الحاكم، واضعاً بذلك حداً لستين عاماً من سيطرة ذلك الحزب على مقاليد الحكم.