يدخل المنتخب الإيطالي لكرة القدم مونديال البرازيل 2014، وهو يحلم بنجمة خامسة على صدره ومعادلة الرقم القياسي المسجل باسم المضيف، لكن "الأزوري" يخوض مشاركته ال18 في العرس الكروي العالمي بأسلوب خارج عن "طبيعته" مع مدربه "تشيزاري برانديلي". تمكنت إيطاليا منذ استلم برانديلي الإشراف عليها خلفا لمارتشيلو ليبي، من مقايضة خطة "كاتيناتشو" الدفاعية بالإحكام على مجريات المباراة، لكنها لا تزال قادرة أن تدافع على طريقتها القديمة بفضل قوة جماعية ستجعلها من المنتخبات المرشحة للفوز في مونديال البرازيل 2014.ونجحت إيطاليا بقيادة مدرب "فيورنتينا" السابق في تقديم أسلوب هجومي مميز في كأس أوروبا 2012 فاجأت فيه العالم لكنها سقطت في المتر الأخير أمام بطل العالم وحامل اللقب القاري المنتخب الإسباني (صفر-4).وواصل المنتخب الإيطالي أداءه الجيد في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2014، حيث تصدرت مجموعتها دون عناء يذكر، ويأمل أبطال العالم 4 مرات أن يمتد مسلسل نجاحهم في اختبارهم البرازيلي الذي وضعهم في مجموعة صعبة للغاية (الرابعة) التي تضم بطلي عالم سابقين أيضا وهما المنتخبان الأوروجوياني والإنجليزي إلى جانب كوستاريكا.بامكان "برانديلي" الاعتماد في المشوار البرازيلي الذي يستهله منتخبه بمواجهة الإنجليز قبل لقاء كوستاريكا ثم الأوروجواي، على عناصر الخبرة مثل صانع ألعاب يوفنتوس "أندريا بيرلو" وزملائه في فريق "السيدة العجوز"، المتوج بطلا لإيطاليا للموسم الثالث على التوالي، الحارس القائد "جانلويجي بوفون" وثلاثي الدفاع جورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي وأندريا بارزاجلي، إضافة إلى لاعبي وسط روما دانييلي دي روسي وميلان ريكاردو مونتوليفو. يملك الأزوري أيضا العلم والمرونة التكتيكية، وهو يعتمد على قوة جماعية، ولم يقرر برانديلي الخطة التي سيعتمدها في البرازيل إن كانت 2-1-3-4 أو 1-5-4 أو 2-5-3 التي طبقها في معظم مباريات كأس أوروبا 2012، معتبرا أن المرونة التكتيكية قد تكون المفتاح، على غرار ما حصل في كأس القارات العام الماضي حين وصل منتخبه إلى نصف النهائي. بيرلو والأسطورة يبحث "المايسترو" أندريا بيرلو عن إسدال الستار على مسيرته الدولية بأفضل طريقة ممكنة من خلال قيادة بلاده لإحراز اللقب العالمي الخامس. كانت الخطوة التي قام بها بيرلو صيف 2011 بالانتقال من ميلان إلى يوفنتوس مفصلية في مسيرته الاحترافية، لأنه استعاد الحياة مجددا ولعب دورا أساسيا في قيادة "السيدة العجوز" إلى إحراز لقب الدوري المحلي في المواسم الثلاثة الأخيرة، فيما تقهقر فريقه السابق الذي انتهى به الأمر في 2014 للفشل حتى في الحصول على أحد المراكز الأوروبية. ترجم بيرلو (35 سنة) استعادته لمستواه الرائع بقيادة إيطاليا إلى نهائي كأس أوروبا 2012، ونجح في الخروج من الظل لأنه لم يأخذ حقه على الإطلاق من ناحية التسليط على أهمية الدور الذي لعبه مع ميلان من 2001 حتى 2011 لأن الأضواء كانت دائما مسلطة على لاعبي الأموال الطائلة، مثل البرازيلي كاكا أو السويدي زلاتان إبراهيموفيتش. وما زال "بيرلو" القلب النابض والعقل المفكر في أي فريق يلعب فيه مهما تقدم بالعمر، وهو يأمل أن يقدم في البرازيل المستوى الذي ظهر عليه في كأس أوروبا الأخيرة حين لعب دورا مفصليا في مشوار بلاده المفاجىء في البطولة القارية.وسيكون "بيرلو" ميزان المنتخب بتمريراته الرائعة وبرباطة جأشه التي ظهرت جلية في ربع نهائي كأس أوروبا 2012، بعد أن نفذ ركلته الترجيحية ببرودة أعصاب على طريقة التشيكوسلوفاكي "أنتونين بانينكا" في مرمى ألمانيا الغربية خلال نهائي كأس أوروبا 1976، رغم أنه كان تحت ضغط كبير لأن إيطاليا أضاعت ركلتها الثانية عن طريق "ريكاردو مونتوليفو".يدين بيرلو بالمستوى الذي وصل إليه إلى مدرب ميلان السابق "كارلو أنشيلوتي" الذي قرر أن بالإمكان الاستفادة من قدرات هذا اللاعب بشكل أفضل من خلال وضعه أمام المدافعين مباشرة، عوضا عن أن يكون صانع الألعاب المتواجد خلف المهاجمين. لقد غير "بيرلو" بالفعل وجه الكرة الإيطالية ومنحها الجمالية والإبداع وهو يأمل أن يستمر الوضع على ما هو عليه في معقل الكرة الجميلة على أرض "سيليساو". برانديلي الواثق يدخل "برانديلي" المونديال ليكمل نجاحاته مع المنتخب، وسيكون من المدربين القلائل المتأكدين من الاحتفاظ بوظيفتهم، حيث بث الحياة مجددا في عروق "الأزوري" رافعا شعار التغيير منذ أن استلم مهمته، معتمدا المخاطرة في تشكيلاته لكنه نجح في رهانه، فقاد الإيطاليين إلى نهائيات كأس أوروبا للمرة الخامسة على التوالي والثامنة في تاريخهم، ثم تواصل مشوار النجاح في النهائيات. ورسم برانديلي لنفسه أهدافا واضحة المعالم منذ استلامه دفة المنتخب الإيطالي واعتمد أسلوبا كرويا ممتعا وعروضا هجومية تسر الناظرين.