أكد أخصائي أمراض القلب الدكتور طارق الجمل، أن معظم البلدان العربية تواجه ارتفاعا ملحوظا في أمراض القلب والأوعية الدموية، التي تسبب أكثر من 30% من إجمالي الوفيات، مشيرا إلى أن الدراسات أوضحت أن إصابات القلب والأوعية الدموية تتراكم من المراهقة، مما يجعل من الضروري بذل جهود الوقاية الأولية من الطفولة. وأوضح أن توقف القلب يؤدى إلى فقدان كامل للوعي، مع وجود أشكال أخرى من الموت المفاجئ والتي ليست لها علاقة بالقلب مثل حالات الاختناق، والتسمم، والحساسية المفرطة. وأضاف الدكتور الجمل أن "أكثر أسباب توقف القلب المفاجئ شيوعا ضيق الشرايين التاجية، والذي يحدث بكثرة لمرضى السكر نتيجة حدوث زيادة في نسبة الدهون والكوليسترول، مما قد يؤدى إلى حدوث انسداد تام في الشرايين التاجية، وتوقف تدفق الدم إلى عضلة القلب، وبالتالي قد يؤدى إلى حدوث خلل في كهربته، وتوقف مفاجئ له، وعندما ينخفض تدفق الدم للقلب، يشعر المصاب حينئذ بألم أو ثقل في الصدر، أو ضيق في التنفس، وتسمى هذه الحالة "ذبحة صدرية"، كما يمكن أن يكون الألم في منطقة المعدة، أو وسط الظهر، أو الذراع الأيسر، أو الفك، وعندما تزداد شدة الضيق ينسد مجرى الدم تماما، فتؤدي هذه الحالة إلى نوبة قلبية، وخلال ذلك يموت الجزء الذي لا يتلقى الدم من القلب، وعندها يكون من الصعب على القلب ضخ الدم إلى بقية إنحاء الجسم، وقد تحدث نوبة بدون وجود أي إجهاد، وتكون أعراضها عندئذ شبيهة بأعراض الذبحة". وبين الدكتور الجمل أن "من الأعراض الممكنة أيضا حدوث توقف للقلب عند الأطفال والشباب، خاصة الرياضيين تحت سن الخامسة والثلاثين، وهم في الغالب كانوا قد عانوا من مشاكل في عضلة القلب، أو صماماته، وشرايينه، وعند ممارسة الرياضة العنيفة، خصوصا كرة القدم يحدث توقف مفاجئ في عضلة القلب، وهو ما حدث لعدد من مشاهير كرة القدم مثل الكاميروني مارك فويه، ولاعب الأهلي المصري محمد عبدالوهاب، لذا ينصح دائما جميع الرياضيين بإجراء فحص شامل للقلب قبل بدء ممارسة الرياضة، مع عمل فحص دوري لهم". وأوضح أخصائي أمراض القلب أن "بعض الأطفال يولدون بأمراض في القلب كوجود ثقب، وهو أنواع، أشهرها ما بين البطينين، وهو أيضا أنواع، فهناك ثقب في النسيج العضلي للحاجز ما بين البطينين، وهناك آخر في النسيج الغشائي للحاجز ما بين البطينين، والأول يمكن أن يختفي مع الوقت، أما إذا استمر يحتاج لعملية جراحية لسده، ويعتمد ذلك على حجم الثقب. وأضاف أن الثقب لو كان صغيرا، لن يمثل مشكلة على الإطلاق، وبالتالي يعيش الإنسان حياته بشكل طبيعي، ويتزوج وينجب كالآخرين، أما إذا كان كبيرا يحتاج لجراحة مبكرة لتقليل المضاعفات على عضلة القلب، وعادة ما يكون الإنسان طبيعيا بعد الجراحة، ولكن من المهم متابعة الحالة عن طريق أشعة الموجات الصوتية على القلب (Echo)، وتقييمها إن كانت تحتاج جراحة أم متابعة فقط. وشدد على أهمية إجراءات الوقاية، ومن أهمها التغذية الصحية السليمة، والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات، والأسماك، والمنتجات المصنوعة من الصويا، ومنتجات الحليب القليلة الدسم والغنية بالألياف". ونبه إلى "أهمية التقليل من استهلاك اللحوم، والمخبوزات، ومنتجات الحليب والوجبات السريعة الغنية بالدهون المشبعة، كما يجب علينا الحد من استهلاك الكربوهيدرات الموجودة في الخبز الأبيض، والبطاطا، والشوكولاته، والجزر، والبطيخ، والأرز الأبيض، والحلويات، والأطعمة المقلية، والغنية بالملح".