"مارفن أورانوس" مدرب اللياقة الفلبيني الذي قدم إلى المملكة منذ أواخر سبتمبر 2001، وهو لا يعرف من طبيعة ثقافة البلاد التي استقدم لها للعمل في أحد الأندية الصحية الشهيرة بجدة، سوى أن سكانها عاشقون بالدرجة الأولى للعبة كرة القدم، حيث يعد الدوري فيها من أقوى دوريات القارة الآسيوية. لم يكن "مارفن" حينها عاشقاً للكرة المستديرة، بل إنه ككل مواطنيه مهتم بلعبة كرة السلة، ومنذ العام الأول لقدومه إلى المملكة بدأ يتعلق بفريق النصر، ولم يكن السبب في ذلك طريقة اللعب التي يلعب بها الفريق النصرواي، بقدر إعجابه بألوان "العالمي" الرسمية "الأصفر والأزرق" بجانب مشاهدته للفريق قبلها في البرازيل وهو يشارك في أول بطولة عالم للأندية عام 2000. ومع تقدم السنين، عاش "مارفن" تقلبات الفريق العاصمي وإخفاقاته الكروية موسماً بعد آخر، إلا أن العام الجاري كان انطباعه مختلفاً بالنسبة له – كما يشير بذلك زملاؤه في النادي- حيث كان يصر ومنذ مشاهدة المباراة الأولى التي خاضها النصر في دوري عبداللطيف جميل أن اللقب سيدخل خزائنه، وبات "مارفن" يتقن التحليلات الرياضية، ويتابع فوارق نقاط الدوري بين المتصدر النصراوي وأقرب منافسيه، وفي بعض الأحيان، كان ينتقد تشكيلة مدرب النصر الأرجواياني "جوزيه دانيال كارينيو"، ويطالب ببعض التعديلات الفنية على الفريق. وكانت جملة "متصدر لا تكلمني" الأكثر إعجاباً بالنسبة ل"مارفن"، حينما يخاطب بها وبلغة عربية واضحة، فرقاء الأندية الأخرى من مرتادي النادي، قبل أن يحقق النصر اللقب وتتحول العبارة على لسانه إلى "بطل لاتكلمني" وسط فرحة كبيرة عاشها معه كل أصدقائه السعوديين بمختلف ميولهم في النادي، لم ينغصها سوى إقصاء فريقه المفضل من كأس خادم الحرمين الشريفين، حيث كان يتمنى أن تدخل خزينة النصر البطولات الثلاث بعد أن سبق وأن نال كأس ولي العهد، ونظراً لشدة عشقه لفريق النصر، أهداه أصدقاؤه النصراويون قميص الفريق الخاص من متجر النادي بالرياض. الملفت للنظر أن "مارفن" أجل رحلته السنوية قرابة الأسبوع لحضور مباراة تتويج الفريق في إستاد الملك فهد أمام التعاون، والتي كانت لها احتفالية خاصة للمدرب الفلبيني مع أصدقائه السعوديين الذين يصطحبونه لمشاهدة لقاءات الفريق المهمة. وحينما سألت "الوطن" مارفن عن أكثر من يعجبه من لاعبي "العالمي"، أجاب دون تردد "القائد حسين عبد الغني، ولاعب الوسط محمد نور.. إنهما أشبه بالأساطير الكروية"، مؤكداً أن "فريقيهما السابقين، في إشارة إلى الأهلي والاتحاد، خسرا خدمات لاعبين من الطراز الأول". وأصبح "مارفن" اليوم بمثابة عضو شرف نصرواي مجهول، يستقطب أصدقاءه من الجنسية الفلبينية لمؤازة الفريق في المرحلة المقبلة، التي وصفها بأنها ستكون صعبة على "العالمي"، مبدياً ل"الوطن" عن أمنيتين يتمنى تحقيقهما، هما حضور تدريبات الفريق الأول في النادي، وأخذ الصور التذكارية مع لاعبي الفريق والقائمين عليه، وبخاصة مع رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي.