بحلول مساء أول من أمس، ارتفعت حصيلة خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إلى أكثر من 67 ألف خريج وخريجة، وهو ما وصفه وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري الذي تحدث أمام أكثر من 3 آلاف من الحضور في العاصمة الأميركية "واشنطن"، بأنه ملحمة ومسيرة قائد وطن، استثمر في أبنائه. وخلال الحفل، زفت وزارة التعليم العالي، ممثلة في الملحقية الثقافية بسفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن، 12500 خريج من المبتعثين والمبتعثات، يمثلون الدفعة السابعة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، لينضموا بذلك إلى 55 ألفا ممن سبقوهم في المراحل السابقة، وسط مشاعر الفرح والسعادة بما نالوه من شهادة علمية وحصيلة أعوام التعب والاجتهاد ، توج بحضور الآباء والأمهات الذين لم تفتهم فرصة مشاركة أبنائهم فرحة الإنجاز. وألقى الدكتور العنقري كلمة أشار فيها إلى أن المملكة ارتكزت في مسيرة برنامج الابتعاث على ثلاثة محاور: أولها اختيار أفضل الجامعات والمدارس العلمية الحديثة في نحو 32 دولة للابتعاث إليها للتزود بالعلم والتقنية الحديثة والتخصص فيها ونقلها إلى المملكة، فيما تمثل المحور الثاني في دعم الهوية السعودية المستندة على ثوابت ديننا الحنيف والارتقاء بها وإكسابها صفة التنوع الثقافي والقدرة على الحوار والتفاهم والتواصل، بينما ارتكز المحور الثالث على فتح نوافذ العمل ليكون عطاؤكم وفاء لوطنكم الحبيب الذي تولى رعايتكم وأعطى بسخاء. ووصف العنقري برنامج الابتعاث بأنه ملحمة ومسيرة بدأها خادم الحرمين الشريفين برؤى واسعة واعية لمعنى الغرس والحصاد والتطور، وقال "نوشك الآن على إكمال عقد من الزمان من مسيرة البرنامج، في نهاية العام القادم – إن شاء الله - وقد بلغ عدد مبتعثينا ومبتعثاتنا حتى الآن في نحو اثنتين وثلاثين دولة حول العالم ما يزيد على 151228 مبتعثا ومبتعثة، فضلا عن مرافقيهم البالغ عددهم نحو 81617 مرافقا، بإجمالي يفوق 230,000 مبتعث ومرافق، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الابتعاث بالمملكة، إذ تخرج من البرامج حتى الآن ما يقارب 50،000 طالب وطالبة. وأضاف وزير التعليم العالي أن البرنامج يشهد كل عام تقدما للأمام في اتجاه تنمية حقيقية حديثة تعتمد على أساسيات الجودة والتميز وتقترن دائما بتأهيل الإنسان السعودي ليكون نموذجا عالميا في التواصل العلمي. وفي ختام كلمته، نقل وزير التعليم العالي تهنئة خادم الحرمين الشريفين ونائب خادم الحرمين وولي ولي العهد، واعتزازهم بالخريجين وبما حققوه طوال فترة ابتعاثهم من إنجازات ونجاحات، تكللت في النهاية بتخرجهم واجتيازهم لمرحلة مهمة وحاسمة في طريق مستقبلهم وتنمية وتطور بلادهم. من جهته، ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين بواشنطن عادل الجبير، كلمة، أكد فيها حرص واهتمام المقام السامي بخدمة المواطنين في كافة المجالات، وبخاصة أبنائنا المبتعثين والمبتعثات في الخارج، موجها حديثه للخريجين، حيث قال "لقد أتيتم لهذه البلاد، وكافحتم وأبدعتم فنجحتم، والآن تعودون للوطن الغالي، بشهادات من أرقى الجامعات، وأتمنى لكم التوفيق في مستقبلكم، وفي بناء مستقبل جيد لوطننا الغالي، رفعتم رؤوسنا، وكنتم خير من يمثل وطنكم، ونحن فخورون جدا بما حققتموه". إلى ذلك، أشار الملحق الثقافي بواشنطن الدكتور محمد العيسى إلى أن عدد المبتعثين السعوديين في الجامعات الثماني الأولى بقائمة أفضل الجامعات بلغ 163 مبتعثا، فيما بلغ عدد المبتعثات فيها نحو 76 مبتعثة بنسبة 64.62%. وأضاف أن إعلان خادم الحرمين الشريفين عن برنامج الابتعاث، خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية عام 2005 بمثابة رسالة حضارية، تنشد الثقافة والعلم والمعرفة، وتلفظ العنف والإرهاب، وتؤكد على دعائم التفاهم والحوار بين الشعوب، حيث بدأ البرنامج بما لا يزيد عن 5 آلاف مبتعث ومبتعثة، حتى غدا اليوم في الولاياتالمتحدة وحدها يتجاوز ما يزيد عن 82544 مبتعثا ومبتعثة، عدا المرافقين، بما يعادل 54% من إجمالي مبتعثي المملكة حول العالم. ولفت العيسى إلى أننا اليوم نشهد وجود 80 من أطبائنا المبتعثين في برنامج المطابقة الطبية، وفي تخصصات لم تكن متاحة من قبل، في جراحة التجميل والعيون والجراحة العامة، فيما بلغ عدد الأطباء المسجلين في أفضل عشرين جامعة ومؤسسة أميركية ما لا يقل عن 23% من طلاب البرامج الطبية، وبلغ عدد المسجلين في برامج طب الأسنان 600 طبيب، من بينهم 124 طبيبا في الزمالة، و92 في الدكتوراه، و30 في مرحلة الماجستير.