بممر لا يتعدى المتر ونصف يتزاحم على جانبيه أكثر من 45 متجراً نسائياً، منذ 60 سنة شقت المرأة في محافظة الخرج طريقها لتكون منتجة وفق المفاهيم المتداولة اليوم، إلا أن هذا الطموح القديم نحو امرأة تبيع وتشتري لازال عالقاً بين أزقة مهملة الخدمات تشارك في إهمالها جهات خدمية ورقابية، الأمر الذي أجبر صاحبات المتاجر في هذا السوق العتيق المتعارف عليه بسوق "النسوة" على القيام بجانب مهام ممارستهن إلى القيام بأعمال رعاية السوق، فقمن بعمل بوابات من الحديد على نفقتهن الخاصة، لحماية تجارتهن من السرقات المتكررة نتيجة ضعف التواجد الأمني. بدورها تجولت "الوطن" في ممرات سوق "النسوة"؛ لاستطلاع مستوى ما آل إليه حالها، حيث التمديدات الكهربائية بعداداتها الرديئة تسكن خلف أقمشة البائعات وبمواقع غير آمنة لتجعلها عرضة للحرائق، ومن تحت الأسقف البالية من الحديد القديم يقفن البائعات حيث تسربات المياه تجد طريقها بعد الأمطار إلى بضاعتهن، كل ذلك أمام غياب الخدمات اللوجستية للسوق من دورات مياه ومصليات. نسوة السوق لم يقفن على هذا الحال مكتوفات الأيدي فتقدمن بخطابات تظلم وشكاوى لجهات حكومية - تحتفظ "الوطن" بنسخة منها- عرضن فيها مشكلاتهن في هذا السوق الذي تنتشر من حوله مواقع لم تستثمر بعد، لاسيما أن محافظة الخرج لم تعد تلك المحافظة البسيطة، بل إنها تحولت إلى واجهة مهمة تقترب أطرافها من العاصمة الرياض. من جانبها تقول أم سارة صاحبة أحد متاجر السوق ل"الوطن": "إن معاناتهن قديمة ومطالباتهن متكررة فيما يحتاجونه من خدمات أساسية لم تر النور حتى الآن، وهي من أبسط مطالب أصحاب متاجر ومحلات الأسواق المختلفة"، مبينة خلو السوق من حلم جميع النسوة صاحبات المتاجر بمصلى يؤدين فيه الفرائض، مشيرة إلى كبر السن الذي أوهن عددا من البائعات، خلافاً لظروفهن الصحية التي تستلزم وجود دورات مياه دون تكبدهن عناء الذهاب لمسافات بعيدة وبشكل مستمر.وتشاطرها الرأي زميلتها أم سعود، قائلة: "بعد تعدد السرقات جراء ضعف التواجد الأمني من قبل الجهات المعنية، قامت البائعات على نفقتهن الخاصة بإنشاء بوابات حديدية لتحمي بسطاتهن وممتلكاتهن قبل 4 أعوام، بعد المطالبات والشكاوى الغير مسموعة"، وأضافت لا نعلم سر تهميش العديد من الجهات المسؤولة عن السوق وعدم النظر في مطالبات صاحبات المتاجر.