استبعد الفنان المسرحي مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء علي الغوينم، إمكانية استفادة الجمعية من مسارح وقاعات المؤسسات الحكومية، لتجاوز مأزق ضيق المساحة في مسرح الجمعية، على نحو ما يشهده هذه الأيام من إقبال جماهيري كثيف لايستوعبهم جميعا. وأرجع الغوينم، خلال حديثه إلى "الوطن" أسباب تعذر الاستفادة من مسارح الإدارات الحكومية والأهلية في المحافظة "التي تتسع لأعداد كبيرة من المشاهدين" إلى افتقاد هذه المسارح للعديد من التجهيزات والتقنيات الفنية المتعلقة بالمسرح، موضحاً أن الإدارات الحكومية في المحافظة التي تمتلك مسارح "كبيرة"، موافقة على استضافة تلك العروض، إلا أن ذلك يتطلب من الجمعية فك ونقل وتركيب العديد من التجهيزات من مسرح الجمعية إلى المسرح الآخر، وهو ما يشكل عبئا مادياً، مؤكداً أن تجهيزات مسرح الجمعية في الأحساء غير موجودة في أي مسرح آخر بالمحافظة. إلى ذلك سلطت مسرحية "عرندس" لفرقة بريدة المسرحية التابعة لفرع جمعية الثقافة والفنون في القصيم على حزمة من القيم التربوية للأطفال ركز عليها الكاتب مشعل الرشيد، وإخراج محمد العتيبي، ومن بينها التأكيد على حسن استغلال العقل في مواجهة المواقف. جاء ذلك خلال مشاهد المسرحية، التي عرضت مساء أول من أمس في مهرجان مسرح الطفل الثالث، الذي تنظمه وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة الإعلام في الأحساء. ودارت أحداث المسرحية حول قصة من كتاب "كليلة ودمنة"، عن الأسد المريض الذي وصف له الطبيب قلب وأذن حمار، فيحتال الثعلب على الحمار للذهاب إلى الأسد الذي يفشل في المرة الأولى فيحتال الثعلب مرة أخرى على الحمار ويقنعه أن الأسد الذي أمامه ليس سوى حمار مثله ولأنه حمار يقتنع بذلك فيذهب للأسد مرة أخرى، وهنا يتم إحكام القبضة عليه ولكن الثعلب هو من يقوم بمحاولة أخذ قلبه وأذنه فيكتشف الأسد ذلك، وتحدث مطاردة بين الأسد والثعلب الذي مكر بالجميع، إذ يحكي الأطفال القصة بعدها تدخل شخصيات المسرحية التي ترتدي أقنعة للأسد، والثعلب والحمار في إطار كوميدي يجسد الصفات العامة لكل شخصية من الحيوانات بما تحمله من صفات يعرفها الأطفال وفي إطار تفاعلي يستحضر فيه الجمهور ويجعله مشاركا في العرض. تميز "مملكة الألوان" ووسط إقبال جماهيري، غصت بهم جنبات مسرح الراحل عبدالرحمن المريخي في مقر فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، كانت فرقة الجمعية في الأحساء قدمت مسرحية "مملكة الألوان"، تأليف سلطان النوه، وإخراج محمد الحمد، ووعد مدير فرع الجمعية في الأحساء علي الغوينم، بإعادة عرض مسرحيتي "صندوق المهرج"، و"مملكة الألوان" نزولاً عند رغبة المشاهدين، الذين تعذر دخولهم لقاعة المسرح بسبب امتلائه بالكامل. وأبان علي الغوينم أن الاستعراضات المتنوعة للأطفال "الممثلين" في مسرحيتي "صندوق المهرج"، و"مملكة الألوان"، شهدت فترة تدريب هؤلاء الأطفال البالغ عددهم 26 طفلاً وطفلة لأكثر من شهرين متواصلين للخروج بالمظهر المشرف أمام المشاهدين، وتولت تدريب الأطفال المخرجة السعودية إيمان الطويل، التي تمكنت بكل اقتدار رفع أداء استعراضات الأطفال على خشبة المسرح للتميز، بجانب تعاون أسر الأطفال من خلال إيصال أبنائهم من وإلى الجمعية. عرض مسرحية "مملكة الألوان"، اتخذ نهج العمل المسرحي التفاعلي، اعتمد على عنصر الخيال مدخلاً لتمرير مجموعة من المبادئ والأسس التربوية، وتحكي قصة المسرحية المتخيلة عن مرسم يحوي حاملاً كبيراً للوحة ضخمة تغطي معظم أجزاء المسرح الخلفي، وعلبة ألوان كبيرة وفرشاة للتلوين، وتبدأ المسرحية بمشهد يظهر من خلاله جمال الطبيعة وما تحمله من مخلوقات وألوان خلقها الله بإبداع ودقة في التصوير، ثم يدور حوار غنائي بين الألوان بعده تخرج الفرشاة حزينة محاولة الرسم وحدها فلا تستطيع، فتتوجه للجمهور للمساعدة وتخرج ألوان تعرف بنفسها بطريقة فيها تكبر وإثبات الذات والتقليل من عمل الآخرين وتزداد حدة الصراع حتى يتساقط الجميع والفرشاة في حالة حزينة، بعدها يدور حوار المتناقضات وتحدث محاكمة بعدها يقر الجميع بأن الاندماج والتوحد يؤدي إلى اكتمال المملكة، وتبدأ صفحة جديدة من الود بين سكان المملكة من الألوان بعد أخذ رأي الجمهور في هذا الصلح.