عندما يقال إن مستشفى ما حصل على اعتماد جي سي آي JCI "اللجنة الدولية المتحدة لاعتماد المنظمات الصحية" فهل يعني هذا أن المستشفى مكتمل من ناحية اشتراطات الجودة الشاملة ومن الذي يحكم بذلك؟ كلنا يعلم أن JCI يمكن الحصول عليه بتوفير معايير معينة بكل قسم وبشرط أن تكون هذه المعايير مكتوبة، وأيضا توفير أجهزة وخطط طوارئ تضمن السلامة في هذه المنشأة إضافة إلى اللوحات التعريفية في هذا المجال، وفي حال توفرت هذه الشروط بنسبة معينة فإن هذا المرفق الصحي يحق له الحصول على هذا الاعتماد. وال JCI هو بداية رائعة وتستوجب تكاتف الجهود بين فرق العمل للحصول عليه خاصة وأن منشآتنا الصحية لم تكن منشأة على معايير دولية، وكون المستفيد الأول من الخدمات التي تقدمها المرافق الصحية هو "المريض" فهو الذي يقيم عملية الجودة الشاملة في المنشأة، فهو من يقيم طريقة استقباله في المستشفى وسرعة الكشف عليه وحصوله على سرير من عدمه في حالة ضرورة تنويمه وطريقة اهتمام الطبيب به وحصوله على الأدوية في مواعيدها والنظافة العامة في المرفق.. إلخ.. لذلك ومن وجهة نظري فإني لا أعتبر الحصول على اعتماد JCI هو الحكم على توفر الجودة الشاملة في المرافق الصحية، بل هو بداية قوية نحو الوصول إلى رضا العميل "المريض" عن الخدمات المقدمة له؛ لذلك يجب أن نضع في اعتبارنا أنه لا يجب أن نكتفي بالحصول على هذا الاعتماد فالجودة الشاملة تتطلب الاستمرارية والتجديد والرقي المتتابع، ولأن رضا المريض من عدمه هو الحكم الأساس في عملية الجودة الشاملة فلماذا لا نضع استبيانات خاصة بالمريض تبين رضاه عن الخدمة في كل قسم بشكل مستمر يتم من خلالها تحديد السلبيات ومعالجتها معالجة حقيقية، وليست شكلية ووقتية عندها نضمن الاستمرارية في التطوير بشكل ملاحظ على أرض الواقع وليس تطورا مكتوب على أوراق. وأخيرا عملية التطوير والجودة الشاملة تحتاج إلى إداريين وفريق عمل يتبنى هذه العملية المستمرة ويؤمن بها ويعمل على ذلك بشكل مستمر، ولا يهمل رأي المريض وشكواه.