عكس مشهد تسابق أطفال القرى الحدودية بظهران الجنوب للسلام على أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، لحظة وصوله أول من أمس، إلى مركز الغول لتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد الجندي محمد بن أحمد آل مقرح، جانباً من المشاعر الجياشة والعلاقات الإنسانية المتناغمة بين روح الأمير المتواضعة، وصدق مشاعر هؤلاء الأطفال. ولم يتصنع الأطفال الفرحة عند لقاء الأمير فيصل بن خالد، ولم يرتابوا أو يدخل في نفوسهم الوجل، فصدق مشاعرهم وإحساسهم الطفولي بعفوية مشاعر ضيفهم الكبير جعلهم يترامون في أحضان "فيصل الإنسان" الذي بادلهم الحب بمثله، ولم يسمح بإقصاء أحد منهم، إذ قابل اندفاعهم البريء بالقبلات الحانية، وصافحهم وسمع منهم والابتسامة الصادقة تعلو محياه، فكان لسان حالهم فور مغادرة الأمير سرادق العزاء وبلهجتهم التهامية "والله أميرنا فيصل متواضع". إلى ذلك، أجرى الأمير فيصل بن خالد، أمس، اتصالاً هاتفياً بوالد وذوي الشهيد عبدالرزاق بن عبدالله الغامدي، الذي استشهد أثناء أداء واجبه في مركز الربوعة بقطاع حرس الحدود في ظهران الجنوب الأربعاء الماضي. وسأل سموه الله تعالى، أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، مؤكداً أن اتصاله وتقديم واجب العزاء يأتيان وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وحرصه على ذوي شهداء الواجب. من جانبه، عبر والد الشهيد الغامدي عن شكره وتقديره للأمير فيصل بن خالد، على هذه اللفتة الكريمة، مبينا أن مثل هذه المبادرات ليست مستغربة.