فيما طمأن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة الرأي العام حيال مستجدات فيروس "كورونا" بأنه لا يمثل وباء وفق معايير منظمة الصحة العالمية، أنهت الفرق الطبية المتخصصة ب"مكافحة العدوى" تطهير مستشفيي الملك فهد، والملك عبدالعزيز في جدة بعد تسجيل إصابات مواطنين وممارسين صحيين. وأبلغ "الوطن" مدير مكافحة العدوى بالوزارة الدكتور عبدالله عسيري أن تطهير طوارئ مستشفى الملك فهد العام، استغرق نحو سبع ساعات، كما تمت إعادة استقبال الحالات البسيطة بعد توقف لفترة قصيرة. وفي شأن متصل، كشف مسؤولون صحيون في تبوك وعفيف أن عدد الحالات المصابة ب"أنفلونزا الخنازير" بلغ 8 حالات وتمت معالجتها. أنهت "مكافحة العدوى" في وزارة الصحة تطهير مستشفى الملك فهد، والملك عبدالعزيز في جدة، اللذين شهدا إصابة عدد من المواطنين والممارسين الصحيين بفيروس كورونا. ورصدت "الوطن" في جولة ميدانية أمس، حالة من الهدوء داخل طوارئ مستشفى الملك فهد، رغم فتحه لاستقبال المراجعين بعد إغلاق لفترة قصيرة أمام الحالات البسيطة. في الوقت نفسه، أكد وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن الوضع بالنسبة لفيروس "كورونا" ما يزال مطمئنا، وأن عدد الحالات التي ظهرت بمحافظة جدة لا يختلف عن بقية مناطق المملكة. وأضاف في بيان أمس، أن الوزارة لاحظت زيادة محدودة في عدد حالات فيروس كورونا "ميرس" خلال الأسابيع الماضية، مع ظهور إحدى عشرة حالة بمحافظة جدة، إلا أن عدد الحالات بشكل عام ما يزال منخفضا، ولا يمثل وباء وفق معايير منظمة الصحة العالمية. وقال مدير مكافحة العدوى في الوزارة الدكتور عبدالله عسيري "تم الانتهاء من عملية تطهير طوارئ مستشفى الملك فهد العام، التي استغرقت أكثر من سبع ساعات، وأعيد استقبال الحالات البسيطة بعد توقف لفترة قصيرة". وأوضح أن "الفريق المتخصص في مكافحة العدوى أنهى أيضا تطهير أسطح مستشفى الملك عبدالعزيز، وهو يختلف عن الإجراءات التي تمت في طوارئ مستشفى الملك فهد". وأوضح أن العدد الإجمالي للإصابات المسجلة في جدة 11 حالة، منهم حالتا وفاة، مؤكدا أنه لم تسجل حالات إصابات جديدة، كذلك نفى تسجيل حالات في مستشفى الجدعاني أو مستشفيات أخرى في مدينة جدة. وأكد الدكتور عسيري أن "الوزارة لا تعلن عن الحالات إلا بعد تأكد إصابتها، فليست هناك فائدة من الإعلان عن الحالات التي قد يتضح أن فحوصاتها سلبية، وحتى لا ننشر الذعر بين المواطنين من حالات غير مؤكدة". من ناحية أخرى، أكدت "صحة تبوك في بيان أمس، أن "المواطن الذي اشتبه بإصابته بفيروس أنفلونزا الخنازير قبل 12 يوما، قد تلقى العلاج اللازم، وتماثل للشفاء، مشيرة إلى أن عدد الحالات التي سجلت خلال الربع الأول من العام الجاري ثلاث، تم علاجها. وأوضح المتحدث الرسمي لصحة تبوك عودة العطوي إلى "الوطن" أن "أنفلونزا الخنازير صارت شبه عادية في كل الوطن العربي"، وأن الخطر في الوقت الحالي يكمن في "كورونا". على صعيد آخر، نفى مستشفى عفيف وصول الإصابات ب"أنفلونزا الخنازيز" إلى حد الظاهرة، وقال مدير العلاقات العامة في مستشفى عفيف محمد الضليعي، إن "الحالات التي تأكدت إصابتها بهذا المرض خمس، أربع منها تلقت العلاج، وشفيت، وغادرت المستشفى، بينما الخامسة لشاب، يتلقى حاليا العلاج في غرفة العزل، وحالته مطمئنة. في المقابل انتقد اختصاصيون تضارب التصريحات الصادرة عن وزارة الصحة حول فيروس "كورونا"، وأعداد الحالات المصابة، والمشتبه بها، خاصة في جدة، وتأخر البيانات، واقتصارها على الإصابات دون الوفيات. ويرى الكاتب والناقد الدكتور محمد الأحيدب، أن "إصدار وزارة الصحة بيانا بعد مرور 15 يوما من ظهور أول إصابة بفيروس "كورنا" بجدة يدل على عدم الشفافية، وقد أوقع ذلك "صحة جدة" في حرج أمام وسائل الإعلام"، مشيرا إلى أنها توهم الجميع أن الوضع مطمئن رغم وصول عدد الإصابات في جدة إلى 11 حالة، بينها حالتا وفاة، إحداها لممارس صحي. وأضاف أن "عدم إصدار الوزارة بيانات توضحية يومية في المناطق التي تظهر بها الإصابات يعود إلى رغبتها في طمأنة المواطنين بأن الوضع تحت السيطرة، وأنها تتخذ الإجراءات الاحترازية والوقائية كافة في المنشآت الصحية، رغم أن الوضع خلاف ذلك، وقد اتخذت الأسلوب نفسه قبل عامين إبان ظهور أنفلونزا الخنازير في عدة مناطق، ونجحت في إقناع وسائل الإعلام بنسيان الأمر، وبعد مرور أشهر اعتقد الجميع أن هذا النوع من الأنفلونزا اختفى، وتمت السيطرة عليه". وأكد الدكتور الأحيدب أن "أنفلونزا الخنازير ما زال موجودا، وأصاب عددا من المواطنين والممارسين الصحيين، في المقابل أعلنت "الصحة" الحالات المصابة، دون التصريح بعدد الوفيات"، كاشفا أن الوزارة تتبع الأسلوب نفسه مع فيروس "كورونا"، فتعلن عن الإصابات، دون الوفيات. من جهتها، أوضحت استشارية التمريض، ومؤسسة المجلس العلمي للتمريض الدكتورة صباح أبو زنادة، ل"الوطن" أن "وزارة الصحة لم تكشف الواقع الحقيقي لفيروس كورونا، وعزفت عن إصدار بيانات يومية حول الإصابات المتكررة في جدة، ولم توضح الوضع الصحي العام في مناطق ظهور الفيروس". وطالبت بتوفير برامج للجودة الفعالة وسلامة المرضى، حسب المعايير العالمية.