توقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، أن يكون الوصول إلى اتفاق للسلام مع الفلسطينيين "صعبا لكنه ممكن" معترفا بأن الشكوك تحيط بنجاح المحادثات حين تستأنف الشهر القادم ، فيما سلم رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، رسائل من الرئيس محمود عباس إلى الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي ديميتري ميدفيديف، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمفوضية السامية للشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاترين أشتون، شدد فيها على أن الاستيطان والسلام متوازيان لن يلتقيا، وأعرب عن أمله أن تختار الحكومة الإسرائيلية خيار السلام وليس خيار الاستيطان، وأنه في حالة استمرارها في النشاطات الاستيطانية فإنها تكون قد قررت وقف المفاوضات التي لا يمكن استمرارها إذا ما استمر الاستيطان. وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو يعتزم أن يدير بنفسه المفاوضات مع الفلسطينيين وأن يستعين بطواقم ضيقة فقط ناقلة عنه قوله "أرغب في الوصول إلى مبادئ متفق عليها مع القيادة الفلسطينية ولن تكون حاجة إلى طواقم عديدة مع مئات الجلسات". ونقلت عن نتنياهو تأكيده للرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والمبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل أنه سيكون مستعدا لقطع شوط طويل نحو الفلسطينيين في مسألة الحدود، ولكنه يرغب قبل ذلك في إجمالي موضوع الترتيبات الأمنية، مشيرة إلى أن نتنياهو قال لكبار مسؤولي الإدارة الأمريكية إن "الحدود ستتقرر حسب الترتيبات الأمنية التي أحصل عليها". وأشارت إلى أن إصرار نتنياهو على البحث قبل كل شيء في مسألة الأمن فقط، بعد ذلك في مسألة الحدود يتعارض والموقف الفلسطيني الذي يطالب بتشكيل طواقم مفاوضات تبحث في مسائل الحدود والأمن بالتوازي. وقالت "يطلب نتنياهو أن تكون الدولة الفلسطينية التي ستقوم في أي اتفاق منزوعة السلاح، وأن تكون رقابة على معابر حدودها لمنع دخول الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، وأن يكون هناك تواجد عسكري إسرائيلي على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية، على الأقل لفترة 10 – 15 سنة". من جهة ثانية شددت الرسائل التي سلمها عريقات إلى كل من القنصل الأمريكي العام دانيال روبنستين ، وممثل روسيا لدى السلطة الفلسطينية، وممثل السكرتير العام للأمم المتحدة روبرت سيري، وممثل الاتحاد الأوروبي لدى السلطة الفلسطينية، على الالتزام بالمرجعيات التي حددتها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات العلاقة وخارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، ومبادئ مؤتمر مدريد وبجدول أعمال المحادثات المباشرة الذي يشمل القدس والحدود والاستيطان واللاجئين والأمن والمياه والإفراج عن المعتقلين ضمن سقف زمني لا يتجاوز 12 شهراً. وأشارت رسائل عباس إلى أن أقصر الطرق للسلام تتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأرض المحتلة عام 1967 بما فيها القدسالشرقية والجولان العربي السوري المحتل وما تبقى من الأراضي اللبنانية، ولإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدسالشرقية لتعيش بأمن وسلام مع دولة إسرائيل على حدود الرابع من حزيران 1967، وحل قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، والإفراج عن كافة المعتقلين وإعادة جثامين الشهداء كمدخل لإنهاء الصراع وتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة.