لم يكن أقل مشجعي نادي نجران تفاؤلا ينتظر أن يجد فريقه الكروي الأول أحد المهددين بمغادرة دوري جميل للمحترفين قبل نهاية منافساته بثلاث جولات فقط، خاصة بعد نجاحه في الخروج بمحصلة نقطية جيدة نسبياً مع ختام الدور الأول (18 نقطة) من 6 انتصارات و8 خسائر ودون أن يتعادل في أي لقاء، حتى أنه في مرحلة ما وصل إلى المرتبة الثالثة خلف النصر والهلال، بيد أن الفريق استهل التراجع النتائجي حتى أنه وصل إلى نهاية هذا الدور وهو بعيد عن أي انتصار، في مرحلة هبوط في الأداء والنتائج استمر عليها في الدور الثاني فلم يجمع سوى 7 نقاط فقط من فوز وحيد على النهضة وأربع تعادلات ومثلها من الخسائر، ارتفع معها رصيده إلى 25 نقطة وهي محصلة تشاركه فيها فرق الفتح والفيصلي والاتفاق والشعلة وجميعها مهددة بمرافقة النهضة إلى دوري ركاء. مفارقة غريبة وسط هذا الصراع المحتد بين الفرق الخمسة لتجنب مغادرة دوري (الأضواء)، ومع تبقي ثلاث جولات فقط لحسم هوية المرافق للنهضة إلى ركاء، استغل الجهاز الفني بنجران توقف المسابقة بإخضاع الفريق لمعسكر داخلي لعب خلاله مباراتين أمام الشعلة 1/2 والنصر 3/3، وهو المعسكر الرابع هذا الموسم، كان الأول في تركيا قبل انطلاقة المسابقة والثاني في فترة إجازة عيد الأضحى المبارك في المنطقة الشرقية، فيما طار إلى قطر لاستغلال فترة التوقف الأول للدوري، وكانت المفارقة خسارة نجران بعد عودته من أي معسكر لأول لقاء رسمي يخوضه في الدوري بنتيجة كبيرة بالخمسة من الشباب والفتح، ويترقب النجرانيون مواجهة الفيصلي (المفصلية) بعد غد، خاصة وأن اللقاء سيقام خارج أرضه ومنافسه يعد بين المهددين بالهبوط. قرار شجاع جاء إعلان مدرب الفريق، الصربي جوكيكا، لاستقالته في مؤتمر صحفي بعد لقاء الشعلة في الدور الثاني التي خسرها بهدف دون رد، وتعتبر الخسارة السادسة المتتالية للفريق، لتتقبل الإدارة قرار المدرب الشجاع وتبحث عن مدرب جديد، ووقع اختيارها على السوري نزار محروس الذي استطاع أن يكسر عقدة الخسائر من خلال 6 مباريات تمكن خلالها من جمع 7 نقاط بفوز على النهضة وخسارة أمام الهلال والتعادل في بقية المباريات أمام الاتفاق والشباب والعروبة والفتح. الفترة الشتوية حاولت الإدارة خلال فترة الانتقالات الشتوية تعزيز صفوف الفريق، بالتعاقد مع صانع الألعاب البرازيلي "ماثيوس جوتلر" صاحب هدف التعادل أمام الشباب، بعد استغنائها عن خدمات المدافع النيجيري وحيد أوسيني صاحب هدف الفوز أمام الرائد لظروف إصابته، وجلبت من اللاعبين المحليين، عبد العزيز العازمي من الهلال ورائد المرواني من الأنصار، وبصفة عامة وفقت إدارة النادي مبكراً بجلب محترفين متميزين كالأردني مصعب اللحام الذي حاز على أفضل لاعب في الأردن لعام 2013، وكذلك هداف الفريق الحالي ب 14 هدفا البرازيلي "جادسون سانتوس"، واستمرار الجزائري فريد شكلام الذي يمثل الفريق للموسم الثالث على التوالي، كما استقطبت أسماء محلية، أمثال أحمد سهيل وحسام الجدعاني وجعفر السعيد وسلطان الشريف ويوسف خميس وعبد الله الحويل والحارس ماجد البخيت. التفاف شرفي نجح رئيس النادي هذيل آل شرمة، وبعد انقطاع دام سنتين، في لم شمل شرفيي النادي حيث عقد اجتماع أعضاء الشرف في منطقة نجران لدعم الفريق وحمل أعباء الديون المتراكمة على النادي من عقود لاعبين ومدربين وكذلك رواتب اللاعبين الهواة، وبعد أن وصل الحال في نجران إلى طريق مسدود بدأ معه صبر اللاعبين في النفاذ تصدى أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله، للموقف وأعلن عن تبرعه بمليون ريال لتجاوز الأزمة المالية، وأتى بعده عضو الشرف عبد العزيز بن مسلم ورئيس النادي هذيل آل شرمة ليكملا ما بدأه الأمير مشعل بتأمين بقية مقدمات ورواتب اللاعبين. معونة متوقفة تأزم الوضع المالي في نجران كثيراً بعد أن تقدم نادي الرمثا الأردني بشكوى رسمية للاتحاد الدولي ضد النادي للمطالبة بقيمة انتقال المحترف الأردني مصعب اللحام لصفوفه والبالغة 350 ألف ريال، وكذلك شكوى نادي الاتفاق السعودي وعدد من اللاعبين الذين يملكون شيكات دون رصيد وعدد من الوكلاء، وهو ما أجبر لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم على إيقاف الإعانة المخصصة لنادي نجران إلى أن يتم إنهاء جميع الالتزامات المالية. إصابات متلاحقة بات شبح الإصابات يشكل هاجسا مخيفا للفريق، فهو يعاني منذ بداية الموسم من مشكلة الإصابات التي تلاحق لاعبي نجران، وجاءت البداية بإصابة المدافع نواف الصبحي والمهاجم عبد الله الحويل بقطع في الرباط الصليبي، ليلتحق بهما لاحقاً المحترف النيجيري وحيد أوسيني والمدافع الجزائري فريد شكلام وكذلك حسام الجدعاني ويوسف خميس وماجد الجعفري وأخيرا الثنائي عبد العزيز العازمي وحمد الصقور، مما يضع أكثر من علامة استفهام حول تزايد الرقم بشكل مخيف يهدد الفريق بافتقاد خدمات العديد من الأسماء في أكثر من مباراة مهمة.