أكد أكاديمي متخصص في التاريخ القديم والآثار حاجة الأحساء الماسة إلى دعوة بعثات أجنبية "متخصصة" في الآثار لتنقيب وترميم المواقع الأثرية المنتشرة في أرجاء الأحساء، مبيناً أن آخر بعثة أجنبية "أثرية"، زارت الأحساء قبل أكثر من 50 عاماً، وأن الجميع في انتظار ما تقدمه الشواهد الأثرية من خلال التنقيبات، وهذا يتطلب الجهد والاهتمام من المختصين في الهيئة العامة للسياحة والآثار، لافتاً إلى أن حضارات شرق الجزيرة العربية مازالت تحملها الأرض في باطنها، وباكتشافها سيكتمل تاريخ وحضارة الخليج العربي القديم. وأشار أستاذ التاريخ القديم والآثار المشارك في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء مدحت عبدالبديع، خلال محاضرته "الأدب كمصدر تاريخي في البحث عن حضارة دلمون" في نادي الأحساء الأدبي مساء أول من أمس، إلى أنه نظراً لكثرة المدافن التي عثر عليها في منطقة شرق الجزيرة، والتي بلغ عددها أكثر من 173 ألف مدفن، فإن بعض الباحثين ذهبوا إلى أن جزر البحرين وما حولها كانت مقابر للسومريين، مبيناً أن النقاد والمهتمين والباحثين في التاريخ، يفضلون كقاعدة عامة، العودة إلى المصادر الرئيسة إذا كانت متوفرة، لأن هذه المصادر، سواء كانت صحيحة أم لا، تقدم إسهامات جديدة في الموضوعات التاريخية، ويظهر دور الباحث في التاريخ في تفنيد ما لديه من مصادر ومعرفة الصحيح منها. وذكر أنه عند دراسة التاريخ، تخضع المصادر للتدقيق التاريخي، فمن الممكن أن يتحول المصدر الثانوي، أو غير المباشر إلى مصدر رئيس ومباشر، ومن المستحسن استخدام المصادر التاريخية المباشرة، إذا كان ذلك ممكناً، وفي حالة عدم توافرها، يجب على الباحث أو الدارس للتاريخ أن ينتقل بحذر كبير لاستخدام المصادر غير المباشرة أو الثانوية، مضيفاً أن المؤرخ يستخدم كل المصادر المتاحة لديه والتي كتبها السابقون، سواء كانت مكتوبة على وثائق أو خاصة بشخص ما في الماضي، أو مؤرخة بواسطة أحد المؤرخين القدامى، أو في داخل كتابات أدبية، أو فلسفية، فهذه مشاكل تواجه المهتمين بالدراسات القديمة، فالصعوبات محتملة مع المصادر الأولية المباشرة، ولهذا يتم اللجوء إلى المصادر الثانوية غير المباشرة، ومن المصادر الثانوية غير المباشرة، الكتابات الأدبية كالشعر والملاحم والرسائل والمسرحيات، وكل عمل له صلة بالأدب وهي التي تسمى بالأجناس الأدبية.