تجربتي لا تتمثل بي كعميل لدى المؤسسة ، ولكنها ارتبطت بي كوني من أبناء هذه المؤسسة ، التي تُدعى الخطوط الجوية العربية السعودية ، في الحقيقة أنا مأمور خدمات عملاء ، بمركز الحجز الموحد ، واشتكي من سوء الخدمة التي نقدمها للعملاء بسبب التغذية المرتدة التي تقدمها الشركة تجاه موظفيها ، وهي على طول السنوات الثلاث منذ أن بدأت موضوع الخصخصة "القصقصة" لا يتردد على ألسنة المسؤولين فيها تجاه التقصير ، والحقوق المهضومة للموظفين بها سوى " أن الشركة تمر بفترة مخاض وأننا لا ندري ، متى ستعلن الشركة قوانينها الجديدة " وآخر يترنم عند كلامه بأن الميزانية المرصودة غير موجودة ، فكيف للموظف أن يرتقي وأن يتميز بخدمته للعملاء؟ كما ورد في رسالة السعودية ، وأعود لأغني حكاية قديمة كلماتها الرواتب ، والمميزات ، والترقيات موقوفة حتى إشعار آخر ، وكل إدارة لها إجابة موحده مفادها "لا أدري" أضف لمعلومتك أن فترة المخاض هذه ،تتزامن مع تطور عجيب للأنظمة ، والبرمجيات ووهب الله المسؤولية لقيادات من الصعب عليها محاكاة الحداثة ، فالعمر الافتراضي لنهاية رحلة عمل أصغر رجل فيهم لا تتجاوز الثلاث سنوات لذا يجدون صعوبة بالغة ، في تنفيذ رسالة المدير العام خالد الملحم ، بنظرية تطويع العمل كما ينص التطور ، ونفض غبار الأزلية تجاه الآليات القديمة ، فعلى سبيل المثال إن بعض الإدارات وأقسم بالله العظيم لا تزال تستخدم الآلة الكاتبة لذلك أختم قولي بكلام أحد الفلاسفة " أن الأزمة الحقيقية ، هي معرفتك بالأزمة مع غياب الصياغة الجيدة بغية التصحيح" .