بدأت وزارة التجارة أمس محاصرتها لمادة "فوسفيد الألمنيوم" المعروفة ب"الفوسفين" وذلك عبر جولات رقابية ميدانية على الكثير من محلات بيع المبيدات الحشرية في مناطق المملكة. وكان وزير التجارة توفيق الربيعة قد دعا في تغريدة له على موقع "تويتر" في الأول من مارس الجاري للإبلاغ عن أي محل يبيع مادة "الفوسفين" كمبيد في المنازل. وقالت الوزارة في بيان لها أمس إن موظفي الرقابة ألزموا المحلات بتوقيع تعهدات خطية بعدم بيع هذه المادة، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يأتي ضمن حرصها على حماية المستهلكين من أخطار المواد الكيميائية الضارة، وضمان عدم وصولها للأسواق ومعاقبة المخالفين. وأكدت الوزارة على مواصلتها لحملاتها التفتيشية على المحال، ومباشرة البلاغات في هذا الشأن، ومصادرة جميع الكميات المضبوطة، وإيقاع العقوبات بحق المتورطين. الجدير بالذكر أن مادة “فوسفيد الألمنيوم” تصدر عند تعرضها للرطوبة غازاً قاتلا يدعى "الفوسفين"، وهو غاز قابل للاشتعال عديم اللون، ويعد من الغازات السامة التي تنتشر بسهولة في كل مكان. وشددت الوزارة على عدم تهاونها مع من يبيع مثل هذه المواد، داعية في الوقت ذاته عموم المستهلكين للإبلاغ عن المحال التي تبيع "الفوسفين" عن طريق مركز البلاغات في الوزارة على الرقم 8001241616. إلى ذلك، انتشر فيلم وثائقي بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "الفوسفين". وركز منتج الفيلم على كشف حقيقة المبيدات القاتلة للتعريف بالقاتل المستتر خلف أسماء منتجات تجارية لقتل الفئران والحشرات الضارة. ويعرف الفيلم، الذي أخرجه الشاب السعودي عبدالرحمن صندقجي، المشاهدين بأخطر مادة ممكن أن تكون سببا بوفاتهم دون أن يشعروا، ويبدأ بقصة عمر عطية الذي فقد ابنتيه مسرة وميسرة، نتيجة استنشاق غاز "الفوسفين" الذي استخدمه جيرانه في السكن كمبيد حشري وكاد يقضي على زوجته أيضا. ويشرح أحد الأطباء المشاركين في الفيلم خطورة المادة قائلا إنه ينتشر بسهولة في كل مكان ويكفي جرام واحد منه لقتل طفل على الأقل. ويتسبب الغاز السام لدى استنشاقه بتعطيل مفعول كريات الدم الحمراء التي تتحول لمادة شبه صلبة وبالتالي تعجز عن نقل الأوكسجين إلى أعضاء الجسم وعجز الأخيرة عن أداء وظائفها ثم الوفاة. ورغم حظرها في الأسواق، يصر بعض التجار ممن وصفهم المحامي والمستشار القانوني باسم عالم في الفيلم ب"مرضى النفوس" على بيعها بشكل سري في سبيل المكسب المادي. من جهته، حذر إستشاري أمرض الحساسية والصدر الدكتور وليد فتيحي من خطورة تواجد هذه المادة بغض النظر عن الغرض المطلوب منها، داعياً إلى ضرورة التوعية بالأمر ومعرفة مضارها وعدم استخدامها لأي سبب كان موضحا شدة خطورتها القاتلة، وأعراض التسمم بها في حالة الإصابة حتى تتيح الفرصة لإسعاف المصاب بالطريقة المثلى وإنقاذ حياته. وقال: "في حال شعر الشخص بوجود رائحة كريهة كرائحة البيض الفاسد يجب عليه الاتصال على الدفاع المدني وترك المنزل فوراً وإخلاء المبنى تحسباً لعدم الإصابة بالتسمم، وعند الشعور بأحد أعراض التسمم بالفوسفين يتوجب الذهاب فوراً إلى أقرب مركز إسعاف للوقوف على الحالة".