لا يبدو أن مستقبل أعمال "المقاولات" ستكون محصورة في الرجال دون النساء، فالمبادرة التي أطلقتها "إيمار السعودية" لأعمال الطاقة المحدودة، فتحت باب "الأمل" على مصراعيه أمام المهندسات السعوديات، اللاتي يمتلكن فكراً ورؤية هندسية تتجاوز عنصر الشباب، وفقاً لحديث القائمين على المبادرة ل"الوطن". وقال المشرف على المبادرة رامي عبدالعزيز إكرام: "إن الفكرة تقوم على ترسية مشاريع صغيرة للمقاولين الشباب بربحية تتجاوز الستة آلاف ريال شهرياً على مدى عدة أشهر، بالباطن"، وأضاف أن هذه الخطوة تتقاطع بشكل كبير مع الطفرة الإنشائية التي تشهدها المملكة في مجال البنية التحتية والإعمارية. وتقدم حتى الآن للمبادرة أكثر من 200 طلب، سيتم "فلترتها" بشكل كامل، واختيار 15 طلباً منها، ضمن ميزانية عامة هي 750 ألف ريال، بواقع 50 ألف ريال لكل مشروع. وحيال المهندسات السعوديات، أوضح المهندس رامي ل"الوطن": "فوجئت بعدد غير قليل من المهندسات يفدن إلي بهدف الدخول في هذا المجال، وبخاصة أنهن يملكن رؤية ومهنية كبيرة في مجال الهندسة المدنية والكهربائية والمعمارية"، وأكد أنهن لن يكن موجودات في المرحلة من الأولى من مشاريع المبادرة، وأن فريق المبادرة سيدرس الأسس الشرعية والفنية والاجتماعية لإدخالهن في هذا القطاع الحيوي، الذي يدير جزءاً غير قليل منه الوافدون. وفي معرض استعراض الأرقام أشار مشرف المبادرة إلى أن على شركات المقاولات المحلية القيام بدورها الوطني في دعم كوادر الوطن، من خلال دعمها أولاً بالثقة، وتستند المبادرة على تجارب حية لعدد من الشباب السعوديين الذين كانوا يبحثون عن وظيفة بدخل مادي ثابت، ليصبحوا اليوم أصحاب مؤسسات مقاولات تدير أعمالاً بمئات الآلاف. وأبدى العديد من الشباب والفتيات إعجابهم بالمبادرة خلال معرض شباب الأعمال السادس بجدة ضمن أسبوع جدة لرواد الأعمال الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بجدة، كما رحب المهندس رامي عبدالعزيز باستفادة الشباب من الجنسين من المبادرة، التي تسعى لتوطين قطاع المقاولات وخلق جيل مؤهل ومدرب فنياً وإدارياً ومهنياً. كما تسعى إلى تمكين الشباب السعودي من الحصول على مشروعات من نظرائهم الكبار ضمن مسؤوليتها المجتمعية لتوطين قطاع المقاولات مما سيكون له الأثر الأكبر على مستقبل سوق المقاولات والإنشاءات وتهيئة الكادر البشري وتطويره. كما يؤكد مشرف المبادرة أنه سيكون لها أثر بشكل كبير على مستقبل سوق المقاولات والإنشاءات من خلال اهتمام بالكادر البشري الذي يعد الثروة الوطنية الأهم واهتمامها بتهيئته وتأهيله ليكون قادراً على تبني ثقافة التنمية والإعمار. وتستهدف صغار المقاولين من خلال تقديم الدعم اللوجستي لهم وتمكينهم من اكتساب الخبرة العملية عبر تعاقدات الشركة مع القطاعات المختلفة وفي المشاريع التي تعمل بها حالياً ومستقبلاً، مضيفاً أن المبادرة ترمي لدعم الشباب السعودي الطموح وتطوير سوق المقاولات والتشييد بالكوادر والمنشآت الجديدة، فضلاً عن تنمية إمكانات وقدرات المقاولين الشباب ودعم الشباب السعودي عبر الحصول على مشروعات من نظرائهم كبار المقاولين. وأضاف المهندس اكرام أن المبادرة ستعمل في مرحلتها الأولى على إبرام عدة عقود مع الشباب في مقاولات الكهرباء والسباكة والتكييف ضمن مشاريع قائمة حالياً، منوهاً بأن المبادرة تتميز بمنح تسهيلات للشباب وتقديم استشارات فنية مع تسهيلات مالية مقدماً وإعطاء المتميزين أولوية في التعاقدات في المشاريع المستقبلية، مبيناً بأنه سيتم استقبال الراغبين في الاستفادة من المبادرة عبر جناح الشركة بمعرض شباب وشابات الأعمال. وتحث المبادرة أيضاً على أهمية تشجيع الشباب على الدخول في سوق المقاولات، التي ستعمل على استقطاب الأعداد الكبيرة التي يحتاجها سوق العمل في قطاع المقاولات وأن هذه الشراكات الاستراتيجية ستستقطب خريجي الكليات والمعاهد وأصحاب الخبرة من الشباب. وتشير المبادرة في صفحتها على الفيسبوك إلى أهمية إشراك الشباب في مشاريع المقاولات عبر تعاقدات تخصصية ودعمهم ومساعدتهم لتأسيس كيانات صغيرة من خلال تقديم فرص للمقاولين الجدد ضمن السعي للتوطين والقضاء على مشكلات قطاع الإنشاءات بمختلف تخصصات مقاولاته، وبخاصة في ظل متغيرات السوق العقارية، مما يدعو للتفاؤل وفق مؤشرات الأداء الاقتصادي لقطاع المقاولات.