لطالما عانت أم عدي من الاحمرار الذي يصيب وجنة ابنتها التي لم تتجاوز سن الرابعة، حيث تقول: "طيلة فصل الشتاء تظل وجنة ابنتي عائشة، وكأنها صفعت صفعة قوية أدت إلى احمرارها، وتظل هذه الحالة ملازمة لها طيلة أيام البرد". وحول هذه الحالة، يقول استشاري الأمراض الجلدية والمعالجة بالليزر بمستشفى الأمير عبدالرحمن السديرى بسكاكا الدكتور شاهر إبراهيم ذيب: "يحدث مرض الوجنة المصفوعة Slapped-cheeck disease نتيجة لالتهاب يسببه فيروس البارفو، وقد سمي بهذا الاسم كونه يؤدي إلى الإصابة بطفح جلدي مميز على الوجنتين، والحمامى الإنتانية أو الداء الخامس هو مرض فيروسي حميد متوسط العدوى يسببه فيروس من مجموعة الفيروسات الصغيرة، ويتميز عادة بتورّم في الوجه يعطيه شكل الوجه المصفوع، إضافة إلى بقع حمراء شريطيّة الشكل تتوزع على باقي الجسم". وأضاف أن "المرض يصيب الأشخاص في جميع الأعمار، ولكن أكثر المعرضين له ما بين عمر 5 و15 عاماً، وهو ينتقل عادة من شخص مصاب لآخر سليم عن طريق المفرزات التنفسيّة". وعن الأعراض والعلامات يقول الدكتور ذيب: "قبل ظهور المرض بأسبوع يشكو المصاب من أعراض مختلفة كارتفاع في الحرارة، والصداع، وألم في البلعوم، والمفاصل، والبطن، إضافة إلى سيلان في الأنف، وحكة جلديّة، وقد تستمر هذه الأعراض عدة أيام ثم تختفي، وبعدها بحوالى أسبوع أو عشرة أيام تظهر الأعراض الوصفيّة، حيث يبدو خدا الطفل أحمرين ومتورمين بشكل يوحي بأنه قد تعرض للصفع، ويترافق ذلك مع ظهور بقع حماميّة على الجذع والأطراف غالباً ما تكون حالكة، وتأخذ مظهراً طولياً على شكل شرائطي أو شبكي الشكل، وقد تترافق هذه المظاهر وبشكل نادر بحويصلات وبثرات جلديّة أو فرفريّة في راحتي اليدين وأخمص القدمين". وعن إمكانية إصابة البالغين بالداء الخامس قال: "يمكن للبالغين أن يصابوا بالداء الخامس حيث تختلف الأعراض عندهم، حيث تتميز بعدم ظهور إصابة بالوجه، وأحياناً بعدم ظهور أيّ عرض جلدي، في حين تكون الشكوى الجهازيّة أكثر حضوراً، ويمكن للمرض أن ينكس بعد أسابيع أو أشهر من الشفاء لأسباب عديدة كالجهد الفيزيائي، والشدة النفسية، أو لفرط تسخين الجلد، سواء بالتعرض للشمس، أو استخدام الماء الساخن كثيراً". وعن التشخيص والعلاج قال الدكتور ذيب: "في أغلب الحالات يتم التشخيص سريرياً بالاعتماد على القصة المرضيّة، وأعراض وعلامات المرض، ونفي الأمراض الإنتانيّة الأخرى التي قد الشبيهة كالحصبة، وكذلك اندفاعات الجلد الدوائية وغيرها، أما العلاج فالداء الخامس مرض حميد عادة، ويشفى الطفل المصاب منه بدون علاج، ولذلك تكون المعالجة عرضيّة حيث يصف الطبيب مسكنات لآلام المفاصل والحكة إن وجدت، إضافة للمرطبات الجلديّة".