نجح رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي، أو كما يلقبه جمهور النصر (كحيلان) في إعادة الفريق النصراوي للبطولات بعد غياب سنين طويلة عانى خلالها ظروفا عصفت به بعد رحيل الرمز النصراوي الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي عاش النصر في عهده أفضل عصوره. وفي التقرير التالي تتصفح "الوطن" بعض الجهود الكبيرة التي بذلها القائد الإداري النصراوي الأمير فيصل بن تركي لإعادة الفريق لمستوياته المعروفة عنه. فترة عصيبة يمتلك النصر الذي تأسس عام 1955 في سجله الرسمي 38 بطولة كان أغلبها في عهد الرمز النصراوي الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود، أبرزها بطولة الدوري الممتاز وكأس الملك وكأس ولي العهد وكأس الخليج وكأس البطولة الآسيوية وكأس الاتحاد وكأس الخليج. إلا أن تلك البطولات غابت عن البيت النصراوي سنين طويلة لمشاكل إدارية وأزمات مالية، حيث تعاقب الإدارات التي لم يكتب لها النجاح في إعادة الفريق لمساره الصحيح داخلياً، وإن كان عهد الرئيس السابق الأمير فيصل بن عبدالرحمن الأفضل بعد الرمز، حيث شهد تحقيق بعض البطولات خاصة عامي 1417 و1418 منها كأس الخليج وكأس الاتحاد السعودي وكأس الكؤوس الآسيوية وكأس السوبر الآسيوية، ليتوقف الفريق بعدها عن تحقيق البطولات حوالي 9 سنوات تقريباً، تولى قيادته خلالها الأمير ممدوح بن عبدالرحمن لفترة لم تدم طويلاً. وعاد الأمير فيصل بن عبدالرحمن ليحقق آخر بطولة للفريق في عهده عام 1428 وهي كأس الأمير فيصل بن فهد، لتنتقل بعدها الرئاسة للرئيس الحالي الأمير فيصل بن تركي الذي أعاد ترتيب الأوراق من جديد. ترتيب بذل الأمير فيصل بن تركي جهودا كبيرة منذ توليه رئاسة النادي بعد ترشحه عام 2009، حيث غير عددا من الإدارات السابقة، وبحث عن أسماء جديدة تدعم الفريق ميدانياً، واستبعد عددا كبيرا من اللاعبين القدامى، وجدد دماء الفريق بأسماء شابة ومحترفين مميزين. ووجد الأمير فيصل بن تركي كثيرا من الانتقادات في تغييرات، لكنه أصر على طريق التجديد، فغير جلد الفريق، وجعله منافسا على لقبي الدوري وكأس ولي العهد الموسم الماضي، لكن سوء الطالع لم يكتب له تحقيق بطولة. ولم يقف الرئيس الطموح عند ذلك، بل حارب وعانى غياب كثير من أعضاء الشرف لإصراره على تغيير وضع الفريق الذي بدأت بوادر تفوقه بتحقيق بطولة بني ياس الدولية عام 1432 بقيادة المدرب الأرجنتيني كوستاس الذي بذل جهداً لإعادة ترتيب الأوراق إلا أنه أقيل لعدم تحقيق رغبة الإدارة. وعاد النصر ليحقق بطولة الوحدة الدولية عام 1433 بقيادة المدرب الكولومبي ماتورانا الذي واصل عملية تجديد الدماء إلا أن النتائج المخيبة لآمال الإدارة وتوجهاتها ذلك الموسم لم تكتب له الاستمرار. وواصل الرئيس جهوده للاستعانة بقيادة فنية مميزة للفريق الذي أصبح يملك عناصر ميدانية قادرة على العطاء في المستطيل الأخضر، ليتم التعاقد مع المدرب الحالي الأوروجوياني دانييل كارينيو الذي كان عند حسن الظن، فساهم في إيجاد توليفة سحرية للفريق من خلال جلب عدد من اللاعبين المؤثرين محلياً وخارجياً لتبدأ شمس الأصفر الإشراق من جديد. جني الثمار وجد الأمير فيصل بن تركي ضالته في كارينيو الذي فرض أسلوبه وخلطته السحرية على الفريق ليعود مع الموسم الحالي إلى منصات التتويج بعد غياب طويل بتحقيق كأس ولي العهد أمام غريمه التقليدي الهلال. ولم يكتف النصر بتلك البطولة فقد كسر كل الأرقام، واقترب من مسك ختام دوري جميل، وبات بحاجة إلى 4 نقاط من مباراتيه المقبلتين أمام الاتفاق والهلال ليتوج بطلا رسمياً للدوري. ويغرد النصر بالصدارة ب(57) نقطة، وكسر الرقم القياسي لعدد الانتصارات المتوالية في موسم واحد التي وصلت إلى (12) ليتجاوز رقم الهلال الذي سجله موسم 2004-2005 وكان (11 انتصارا متتاليا)، كما وسع فارق الأفضل هجوما بوصوله إلى الهدف رقم (50) متقدما على الهلال الذي يملك (45) هدفاً، كما ما زال الأفضل دفاعا باستقباله (13) هدفا فقط. شركاء النجاح يتفق الجميع على أن جهود الأمير فيصل بن تركي أعادت الفريق إلى منصات التتويج، لكن هناك شركاء في النجاح وضع الرئيس ثقته فيهم وأحسن اختيارهم فكانوا عند حسن الظن من جهاز فني ولاعبين وإداريين. ويبرز في هذا الجانب كارينيو وجهازه المساعد الذي وضع الفريق في أتم الاستعداد لياقياً وبدنياً وذهنياً فاستعاد هيبته. أما على المستطيل الأخضر فهناك أسماء كبيرة دعمت مسيرة الأصفر ووظفت خبراتها لخدمته، حيث يبرز اسم القائد حسين عبدالغني الذي وقع للفريق عام 2009، وأصر على مواصلة المشوار رغم كبر سنه لتحقيق هدف إدارة النادي وجماهيره التي واساها كثيراً قبل أن يفرح معها بأول بطولة رسمية له معها. ولحق بعبدالغني، قائد الفريق الاتحادي محمد نور الذي انضم للفريق الموسم الحالي وكان له بصمة واضحة في الروح المعنوية للاعبين وتوظيف خبرته لدعم اللاعبين الشباب؛ حيث صنع كثيرا من أهداف الفريق هذا الموسم، كما كان لانضمام يحيى الشهري دور كبير في إعادة عهد الموسيقار الكبير للنصر فهد الهريفي. كما لا يغيب عن الأذهان الحارس المبدع عبدالله العنزي الذي حل مشكلة الحراسة النصراوية التي عانت كثيراً في المواسم الماضية وعاشت فترة ضعف واضحة، فكانت له بصمة واضحة في نتائج الفريق. وفي النصر أيضاً شركاء للنجاح من اللاعبين الشباب أبرزهم إبراهيم غالب وخالد الغامدي وشايع شراحيلي الذين صنعوا الفارق لمصلحة فريقهم، كما يقف خلف رئيس النادي نائبه فهد المشيقح الذي يبذل جهودا جبارة إلى جانب الرئيس في الدعم والمساندة والإعداد النفسي للاعبين. وفاء الجماهير وقف الجمهور النصراوي كثيراً مع فريقه وإدارات النادي الحالية والسابقة، وكان الداعم الأول للرئيس في مسيرته، ولم يغب المدرج النصراوي عن الساحة حتى في أسوأ فترات الفريق. وسجلت الجماهير النصراوية أكبر عدد في الحضور الجماهيري للموسم الحالي قدر 260718 ألف متفرج، بعدما حلت في الموسم الماضي في المركز الرابع ب124573 ألف متفرج، أما الموسم قبل الماضي فبلغ عددها 136050 ألف متفرج.