خالفت مباريات الجولة ال21 لدوري جميل، توقعات كثير من المحللين والنقاد الذين توقعوها ذات طابع حذر للتقارب النقطي بين أكثر من 8 أندية في مناطق الخطر، وانفراد النصر والهلال بالمقدمة، إلا أن ما حدث كان مثالياً سواء في سرعة اللعب، أو عبر التنافس الشرس على النقاط، حتى المباريات الأقل تهديفاً تمتعت بالايقاع السريع كما في مباريات الهلال مع الشباب والأهلي مع الرائد والعروبة مع نجران، إضافة لمباراتي الاتفاق مع الاتحاد والنصر مع الفيصلي. وتعد مباراة التعاون والنهضة الأقل سرعة رغم تسجيل 4 أهداف لمصلحة التعاون. احتفالية الأصفر شهدت مباراة النصر والفيصلي احتفالية في مدرجات النصر، حولها اللاعبون لاحتفالية على أرض الملعب، حينما لعبوا بثقة واكتفوا ب4 أهداف من عدة كرات خطرة على مرمى الفيصلي. وانتشى النصر قبل المباراة بكأس ولي العهد على حساب الهلال الذي عاد وخسر أيضاً أمام الشباب قبل 24 ساعة من المباراة، ليتلقى الأصفر دفعة معنوية كبيرة مكنت لاعبيه من نقل الكرة بسهولة ودون تعقيد أو تسرع، بقيادة لاعبي الوسط محمد نور ويحي الشهري اللذين أجادا ربط الدفاع بالهجوم، وكان لهما دور في توجيه زملائهم في الوسط لإحكام السيطرة والهيمنة على أغلب دقائق المباراة، وعدم السماح للاعبي الفيصلي بإحداث مفاجأة كما فعل أمام الاتحاد في الجولة التي سبقت. الشباب يكسب خطف الشباب 3 نقاط هامة في توقيت حاسم أمام الهلال جعلت مكاسبه كثيرة سواء في تجديد تنافسه مع الأهلي على المركز الثالث، أو عودته للنتائج الإيجابية. وسيعيد الفوز كثيرا من الثقة المفقودة للاعبي الشباب، ما يتوقع أن ينعكس على المتبقي من مشوارهم في البطولات المحلية، وفي دوري أبطال آسيا. ولن يجد التونسي عمار السويح أفضل من هذه النتيجة لتكون الانطلاقة الحقيقية للمنافسة على المركز الثالث، وعلى كأس الملك، إضافة إلى تسجيل بداية قوية في الدوري الآسيوي. عودة قاسية عاد الاتحاد لتحقيق الفوز بعد 7 جولات ماضية، وقسى كثيراً على الاتفاق 5 /2. وجاءت بداية الاتحاد مثالية ومثيرة في الشوط الأول، حيث سجل 3 أهداف في غضون 30 دقيقة فقط، وجاءت على حساب فريق متمرس في الدوري، لكنه يعيش أسوأ حالاته الفنية مع المدرب الصربي جوران، الذي فشل في تلافي السلبيات الماضية، وأدت تدخلاته لإضعاف الاتفاق إلى درجة أغرت المنافسين للتسابق في تسجيل أكبر عدد من الأهداف في مرماه. غياب السلبية حضرت الأهداف في المباريات ال7 في هذه الجولة، ووصلت إلى 24 هدفاً بمعدل أكثر من 3 أهداف للمباراة. ولم تشهد المباريات نتائج سلبية رغم أهمية النقطة في هذه الجولة، وسجلت مباراة الاتفاق والاتحاد أكبر عدد من الأهداف (7 أهداف)، فيما جاءت أضعف نتيجة بهدف الشباب الوحيد على الهلال وكذلك هدف الأهلي الوحيد في مرمى الرائد. التهديف محلي استطاع المهاجمون السعوديون سحب البساط من الأجانب، حيث حينما سجلوا 14 هدفاً من 24. وأزاح هداف الاتحاد مختار فلاتة لاعب الهلال ناصر الشمراني عن صدارة الهدافين بتسجيله هدفا أمام الاتفاق رفع رصيده إلى 15 هدفاً، كما سجل هداف النصر محمد السهلاوي اسمه في قائمه المميزين تهديفاً، حيث سجل 3 أهداف "هاترك" في مرمى الفيصلي، ما وضعه وصيفاً مع ناصر الشمراني 14، ويظل هداف نجران البرازيلي جاندسون أكثر من يسجل خطراً في سحب البساط من الهدافين السعوديين الثلاثة. مزاحمة وهروب تحقيق التعاون والفتح للفوز بعد سلسلة خسائر خلال الجولات السابقة، جاء ليعيد الأمل مرة أخرى في تحسين موقعهما في سلم الترتيب رغم اختلاف الطموحات بينهما، فالتعاون ب3 نقاط جديدة اقترب من الأهلي الثالث والشباب الرابع، وبطموحات أخرى جاءت ال3 نقاط أمام الشعلة المهدد ما يعادل 6 نقاط في حسابات الفرق الباحثة عن الهروب من مراكز المؤخرة. اختفاء نقد الحكام على غير العادة، فإن أداء قضاة الملاعب شهد تحسناً كبيراً غابت معه الاحتجاجات التي عكرت أجواء المنافسة، على الرغم من أن المرحلة حاسمة.