يبرز في شهر رمضان من كل عام حجم التنافس بين الفضائيات العربية، وفي هذا العام، يمكن القول إن الصراع على تقاسم الكعكة الرمضانية سواء درامياً أو إعلانياً انحصر بشكل ملحوظ ولافت بين عملاقي الفضائيات العربية "روتانا خليجية" من جهة، و"إم بي سي" من جهة ثانية. فقد استطاعت "روتانا خليجية" وللسنة الثالثة على التوالي أن تحتل مكانا مميزا لها على خارطة السباق الرمضاني من خلال عرض أهم الإنتاجات الدرامية. ويلاحظ بناء على آراء متخصصة لنقاد ومسوحات عشوائية لعينات من المشاهدين تم إجراؤها بواسطة جهات مختصة خلال الأسبوع الأول من رمضان أن مسلسل هوامير الصحراء حقق في جزئه الثاني نسبة مشاهدة عالية، تلاه الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي صبايا. وعلى الجهة الأخرى، يتضح أن مسلسل "طاش ما طاش" الذي تعرضه قناة "إم بي سي" قد حقق هو الآخر نجاحاً كبيراً، حيث استطاع الثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان الخروج من دائرة الأفكار المكررة بمحاولات جديدة أعطت لعملهما الدرامي روحا مختلفة. ويلاحظ النقاد والخبراء أن الصراع بين قناتي "روتانا خليجية" و"إم بي سي" يأخذ طابعاً شرساً، في محاولة من كلتا القناتين لتأكيد حضورهما واستحواذهما على أعلى نسبة مشاهدة وأعلى نسبة إعلانات. ففي الوقت الذي تراهن فيه قناة "أم بي سي" في كل عام على مسلسل باب الحارة لتحقيق نسبة مشاهدة عالية، نجد أن قناة "روتانا خليجية" ومنذ ثلاث سنوات فضلت أن تختار مسلسلات ضخمة كمسلسلات السيرة الذاتية والتي تتمثل هذا العام في مسلسل الملكة نازلي ملكة في المنفى ومسلسل كليوبترا. ويبدو للمراقبين أن شرارة المسلسلات الرمضانية تعاظمت في ظل المنافسة الشرسة بين الخصمين اللدودين، فيما يعتبر البعض أن "روتانا خليجية" التي تعتبر أحدث القنوات المنضمة إلى الصراع الدرامي الرمضاني، استطاعت سحب البساط من تحت الكثير من القنوات، مستفيدة من تراجع الحضور القوي للفضائيات الكويتية التي جاءت هذه المرة باهتة وبلا بريق بعكس ما قدمته من أعمال في رمضان الماضي. ويستشهد النقاد بالباقة المختارة من أهم الإنتاجات الدرامية العربية التي تقدم ليليا على شاشة روتانا خليجية، والتي تظهر المسوحات العشوائية المتخصصة أنها حققت أعلى نسب مشاهدة.