أوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة في عسير عبد الله مطاعن، أن الهيئة العامة للسياحة والآثار بدأت في تنفيذ أعمال إنشاء المتحف الإقليمي لمنطقة عسير بتكاليف تصل إلى 30 مليون ريال، من خلال إحدى المؤسسات الوطنية. وأشار مطاعن في تصريح صحفي إلى أن المتحف يهدف إلى عرض التراث المادي لمنطقة عسير، وإنشاء مركز ثقافي وعلمي يعتني بالتراث والآثار والعادات والتقاليد، وإقامة أنشطة ثقافية وعلمية، كما يستوعب في تصاميمه قصر أبو ملحة التاريخي الذي يجسد في كافة تفاصيله هوية منطقة عسير العمرانية، حيث يعد جزءا من المتحف وعنصرا مهما من عناصر العرض المتحفي. وحول التصدع الذي ظهر في حوائط قصر أبو ملحة نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخراً على المنطقة؛ وأعمال الحفر الجارية حالياً بالموقع، ذكر مطاعن أن رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان مهتم شخصيا بهذا الموضوع حيث وجه بتشكيل لجنة للمشروع وإبلاغ عائلة أبوملحة بالاهتمام بالقصر. وتم اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية المبنى من حدوث أي تصدعات من تدعيم لأساسات وحوائط المبنى، وذلك فور البدء في تنفيذ أعمال الحفر والصيانة، ويتم العمل حاليا على ترميم أي تصدعات قد ظهرت سابقًا ومنع ظهور تصدعات جديدة، كما يشرف على أعمال حماية المبنى مكتب استشاري وطني تعاقدت معه الهيئة. وقال مطاعن إن الهيئة تعمل على إعادة ترميم القصر بشكل مهني وهندسي يراعي استخدام المواد الأساسية والتقليدية التي تم إنشاء القصر بها سابقاً، على أن يتزامن انتهاء أعمال الترميم للقصر مع افتتاح المتحف بعد استكمال إنشائه وتجهيزه.وبيّن مطاعن أن قصر أبو ملحة يعتبر من أقدم المنازل الأثرية بعسير وهو يمثل جزءا مهما من تراث المنطقة الذي يعبر عن أصالتها ومكانتها التاريخية، وهو البيت الوحيد الذي بقي وسط مدينة أبها والذي حرصت الهيئة العامة للآثار على وضع خطة للاهتمام به وترميمه وإعادة تأهيله وتدعيم أجزائه المتهالكة حفاظا عليه. حيث يجري حاليا العمل على إعادة ترميم القصر لضمان استمرارية بقائه ليمثل تاريخ المنطقة ويعبر عن عراقتها وأصالتها على امتداد التاريخ. وأوضح أن ما حدث أثناء الترميم هو تأثر أحد أجزاء البناء بعمليات الترميم وتجهيز المكان لتنفيذ المشروع، مبينا أن هناك فريق عمل متخصصا يتابع العمل ليظل القصر التاريخي من أهم المواقع التي يزورها السائحون القادمون إلى المنطقة. يذكر أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قد أطلقت مؤخراً برنامجاً للعناية بالتراث العمراني الوطني، يتضمن تطوير وصيانة عدد كبير من مواقع التراث العمراني في المملكة والتي بلغ عددها حسب الإحصاءات الرسمية 1985 موقعاً منها 173 موقعاً قابلاً للاستثمار في الوقت الراهن، كما وقعت عقودا مع عدد المؤسسات الوطنية لتنفيذ عدد من المتاحف الإقليمية في خمس مناطق ومحافظات هي: أبها والباحة وتبوك والدمام وحائل.