قرع مختصون جرس الإنذار مؤكدين تراجع اللغة العربية خلال خمسة القرون الماضية وخسارتها موقعها في عدد من البلدان التي كانت تعتمدها أو تستخدم الحرف العربي، لافتين إلى ما تعانيه العربية اليوم من الكثير من التحديات التي تكرس تهميشها في التعليم وسوق العمل والإدارة والإعلام والثقافة والتجارة وفي العلوم والتقنية وغيرها من الميادين الحيوية. إضافة إلى اتساع الفجوة بينها وبين العلوم والمعارف والتقنيات والصناعات المختلفة. وذهب المختصون خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس الدولي للغة العربية ومنظمة اليونسكو واتحاد المحامين العرب في نقابة الصحافة ببيروت أمس بحضور ممثل مكتب اليونسكوالإقليمي في بيروت الدكتور جوزيف كريدي، وأمين عام اتحاد المحامين العرب عمر زين، والمنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية الدكتور علي عبد الله موسى ونقيب الصحافة اللبنانية محمد بعلبكي، وأمين عام اتحاد المصارف العربية وسام فتوح، إلى أن اللغة العربية قد تصبح غير قادرة على استيعاب المستجدات إذا استمرت هذه المشكلة بدون حلول جذرية وبإرادة سياسية ووعي اجتماعي وفردي. ووجهت الدعوة إلى وزارات "التربية والتعليم، التعليم العالي، والثقافة والإعلام والتجارة والعمل"، ومجالس الشورى والبرلمانات والمجامع والجمعيات والجامعات والمختصين والباحثين والمهتمين من مختلف التخصصات والمهن بهدف التضامن وتحمل المسؤولية في رعاية اللغة العربية كل حسب موقعه ومسؤولياته. وكان المؤتمر الصحفي قد بدأ بعرض موجز عن المؤتمر الدولي الثالث للغة العربية المقررعقده في دبي خلال مايو 2014. ويشارك في تنظيم المؤتمر الذي يحمل عنوان "الاستثمار في اللغة العربية ومستقبلها الوطني والعربي والدولي" كل من المجلس الدولي للغة العربية، ومنظمة اليونسكو، ومكتب التربية لدول الخليج العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) واتحاد الجامعات العربية. وقدم الدكتور موسى والدكتور كريدي فكرة موجزة عن محاور المؤتمر التي تغطي الموضوعات التي تتعلق باللغة العربية وعلاقتها بجميع التخصصات. وعبروا عن أهمية اللغة العربية التي تنص عليها الأنظمة والدساتير في الدول العربية نظرا إلى أنها اللغة الموحدة والجامعة، والضامنة للسيادة والاستقلال والأمن الوطني، والقادرة على تحقيق تكافؤ الفرص والتنمية والتقدم والتطور أسوة بغيرها من لغات الدول المتقدمة. المؤتمر تطرق للحديث عن تاريخ العربية وعلاقتها بالعلوم والمعارف والطب والهندسة والفلك والرياضيات والترجمة والجبر والفلسفة وغيرها من العلوم عندما كانت لغة العالم الأول، حتى كتبت بها حروف بعض اللغات المهمة. ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر ما يقرب من 1500 شخصية من أكثر من 70 دولة لمناقشة ما يزيد عن 300 بحث ودراسة وورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر. و يوضح موقع المجلس الدولي للغة العربية للراغبين في المشاركة والحضور www.arabiclangaugeic.org المعلومات ونموذج التسجيل. وكشف عمرزين عن تلقي المجلس قانون اللغة العربية المعتمد في المؤتمرالدولي الثاني للغة العربية ومراجعته قانونيا وإحالته إلى جامعة الدول العربية للاطلاع والتوجيه، كما أرسل المجلس القانون إلى الدول العربية باعتباره مرجعا قانونيا ، للاستفادة منه في سن القوانين والسياسات والتشريعات اللغوية في الدول العربية والإسلامية . فيما أشار الدكتورعلي موسى عن الصحيفة الدولية للغة العربية التي يراد أن تكون وسيلة تجمع المهتمين العربية من مختلف القارات لنشر المقالات والأبحاث والدراسات ومنح القراء فرصة المشاركة في النشر الفوري وتقديم اقتراحاهم وأفكارهم وملاحظاتهم عن اللغة العربية وتحدياتهاالمختلفة.