عادت المواجهة بين واشنطن والرئيس الأفغاني حامد قرضاي إلى سابق حدتها عقب ظهور ما قالت أجهزة المخابرات الأمريكية إنه أدلة جديدة على تورط قرضاي وشقيقه وأفراد من عائلته في ممارسة الفساد ولاسيما فيما يتصل بتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار. وفيما حمل السيناتور جون كيري إلى كابول رسالة وصفتها تقارير أمريكية بأنها "حادة اللهجة" إلى الرئيس الأفغاني تفيد بأن الفساد يعد العقبة الأساسية في وجه تنفيذ الإستراتيجية الجديدة التي سيتبعها الجنرال ديفيد بتريوس في قيادته للقوات الدولية في أفغانستان، فإن كابول ردت على رسالة واشنطن بمرسوم رئاسي أصدره الرئيس قرضاي يقضي بإنهاء عمل شركات الأمن الخاصة التي تعمل في بلاده بحلول مطلع العام الجديد. وردت وزارة الدفاع الأمريكية أول من أمس على قرار قرضاي بتوجيه انتقاد مبطن على لسان المتحدث باسم الوزارة برايان وايتمان، الذي قال للصحفيين إن القرار "عدواني للغاية". ويعتمد البنتاجون على شركات الأمن الخاصة في إنجاز مهام عسكرية بالغة التنوع في أفغانستان. ويعتبر عسكريون أمريكيون أن قرار قرضاي يمكن أن يصيب عمليات القوات الدولية بشلل في بعض المناطق الحساسة ولاسيما في جنوب البلاد. وتشير تقديرات أمريكية إلى أن عدد العاملين في الشركات الأمريكية العاملة في مجال الأمن في أفغانستان في المرحلة الحالية يبلغ نحو 40 ألف شخص أغلبهم من الأفغان. وأوضح وايتمان أن واشنطن ترى أن من الصعب الالتزام بهذا المدى الزمني. وأضاف "أنه قصير للغاية وسوف نبحث الأمر مع كابول". وفي المقابل أعلنت الحكومة الأفغانية أمس تشكيل ميليشيات محلية مكلفة بالدفاع عن قراها من المتمردين مثل المجموعات التي شاركت في القضاء على التمرد في العراق. وهذا البرنامج المدعوم من الجيش الأمريكي يطبق في ولايتي ورداك (وسط) وأروزجان (جنوب) معقلي طالبان بحسب نائب وزير الداخلية محمد منير منغال. وقال منغال "سيطبق البرنامج سريعا في باقي أنحاء البلاد". ويتوقع أن يصل عدد هذه القوة إلى عشرة آلاف عنصر. وفي سياق متصل طلب الرئيس الأفغاني خلال لقاء جمعه بالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في منجع سوتشي الروسي أمس، المساعدة من نظيره الروسي. وقال قرضاي لميدفيديف خلال المحادثات "دعني أشكرك مجددا لاهتمامك بأفغانستان. ستحتاج أفغانستان إلى دعم الأصدقاء والدول العظيمة كروسيا". وأوضح أن الشعب الأفغاني يشعر "بالحزن" بسبب حرائق الغابات التي سببتها موجة صيفية حارة في روسيا. وقال إنه يأمل أن يزور ميدفيديف أفغانستان قريبا. وأكد ميدفيديف أن روسيا "تدعم بطبيعة الحال محاربة الحكومة الأفغانية للإرهاب وهي مستعدة للمساعدة بأي شكل". إلى ذلك نظَّم مئات المواطنين الأفغان مسيرة احتجاجية في منطقة سرخرود غرب مدينة جلال أباد بشرق أفغانستان للتعبير عن غضبهم حول قتل القوات الأمريكية اثنين من المدنيين أول من أمس في المنطقة بدعوى علاقتهم بطالبان. ميدانيا قتل ما لا يقل عن 13 عنصراً من مقاتلي طالبان في هجوم شنته القوات الأطلسية - الأفغانية المشتركة أول من أمس على سجن لطالبان في موسى قلعة بولاية هلمند، فيما أفرجت عن 27 أسيراً.