انطلقت المحادثات بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية أمس بمقر الأممالمتحدة في جنيف. ويشرف على هذه المفاوضات وفد أميركي برئاسة سفير واشنطن السابق في سورية روبرت فورد، ووفد روسي برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف، ووفود للدول الثلاث الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي فرنسابريطانيا والصين. وكانت متحدثة باسم الأممالمتحدة أكدت أمس أن الوفدين لن يجلسا إلى طاولة حوار واحدة لدى بدء مفاوضات مؤتمر جنيف2، وذلك بسبب الخلافات العميقة بينهما. إلا أن موفد الأممالمتحدة الأخضر الأبراهيمي أعلن أن الوفدين قد قبلا بالجلوس على طاولة واحدة. وقال عضو الائتلاف نذير حكيم في تصريحات صحفية: "نحن متفقون على التفاوض حول تطبيق جنيف1، وهو ما يرفضه النظام. وبدون تحقق هذا الشرط لن يحدث أي تقدم". وأضاف أن الدعوة للمؤتمر تتضمن هذه الجزئية. وتابع "المعارضة تحتاج إلى ضمانات، وطلبنا من الإبراهيمي أن يؤمنها لنا وهي أن المفاوضات لن تحيد عن الهدف المحدد لها". وقالت أليساندرا فيلوتشي: "يجب أن نكون صبورين ونرى تطور المسألة"، متحدثة عن وجوب "أن تجري نقاشات مكثفة لمعرفة أي مسار سوف نسلكه"، مشيرة إلى أن الإجراءات التي أبدى الوفدان استعدادهما للمضي فيها أول من أمس باتت موضع شك. وكان من المقرر أن يبدأ اليوم الأول للمفاوضات بلقاء يجلس فيه الوفدان وجهاً لوجه في غرفة واحدة، ويلقي الإبراهيمي خطاباً، "دون أن يتبادل الطرفان أي كلمة". وكان النظام قد شرع بصورة فعلية في تنفيذ مخططه الرامي لإفشال مؤتمر جنيف2 وإفراغه من محتواه، بعد فشل محاولات الوفد الحكومي لإفساد الاجتماع في جلسته الافتتاحية، عبر استفزاز رئيسه وزير الخارجية وليد المعلم لأمين عام الأممالمتحدة، ورفضه التقيد بالوقت المحدد لكلمات رؤساء الوفود، إلا أن وفد الائتلاف تمسك برزانته ورصانته ورفض الانسياق وراء مهاترات النظام، وهو الموقف الذي وجد إشادات دولية واسعة. وعقب فشل "مخطط اليوم الأول"، عاد النظام بصورة أكثر وضوحاً للإجهاز على ما تبقى من فرص الحل السلمي، عبر تهديد "المعلم" بالانسحاب من الجلسات "إذا لم تتحل الجلسات بالجدية اللازمة، وهو التصريح الذي نقله التلفزيون الرسمي للنظام، الذي أشار إلى أن تهديد وزير الخارجية تم إبلاغه للمبعوث الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، الذي التقى الوفد الحكومي أمس بمقر الأممالمتحدة في جنيف. وأضاف التلفزيون أن الاجتماع جرى في مناخ إيجابي. وكان الإبراهيمي قد التقى أيضاً بوفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يقوده أحمد الجربا.