على مدى سنين مضت ونحن نتجرع مرارة الخوف من المستقبل وأقصد نحن أي (موظفي القطاع الخاص)، تلك الشريحة التي كادت أن تنقرض في الوقت الذي اعتمدت الدول الكبرى والوسطى على القطاع الخاص وعلى قوة اليد العاملة في الكثير من المجالات. فقد دب اليأس في نفوس من يعمل في هذا القطاع الكبير وأصبح الهدف مركزا على الوظائف والأعمال الحكومية، ولن أبالغ إن قلت إن موظف القطاع الخاص قبل بنصف أو ربع راتبه في الحكومي ليس كسلا وإنما خوفا على مستقبله الذي من المحتمل أن يضيع في القطاع الخاص, والبعض عمل في القطاع الخاص مضطرا على أمل الفرج القريب أو كجسر يوصله للوظيفة الحكومية، ويعتبر هذا التصرف من وجهة نظر رجال الأعمال تسيباً وعدم انضباط وخوفا من تحمل المسؤولية, وهو عكس ذلك فهناك من الناجحين ما الله به عليم. فشكرا لك يا وزير العمل فقد حققت المستحيل في وزارتك ونجحت في ظل تخبط بعض الوزارات الأخرى، نجحت في ظل من راهنوا على فشلك, نجحت بالرغم من التحديات والعوائق الكثيرة التي واجهتك. أنا على يقين أن الكثير من الوزراء الذين سبقوك لم ينقصهم سوى القليل من الشجاعة في اتخاذ القرارات المصيرية التي تمس بشكل مباشر استقرار المواطن, فالبطالة مرض وسم قاتل يشل أطراف المجتمع في أهم ركيزة وهم شبابه الذين مروا بفترة فقدان الأمل, والحمد لله فقد تجدد الأمل من جديد في وظيفة معقولة وراتب لا بأس، في مكان جيد. ومن كان يصدق أن الشاب السعودي يجد له عملا يكفيه من السؤال في القطاع الخاص دون خوف أو فزع . ولن أجحف حق كل الشركات أو القطاع الخاص أو رجال الأعمال فمنهم من احتضن وساعد الكثير من الشباب لوجه الله تعالى. فشكرا يا وزير العمل وجزاك خيرا ووفقك لما فيه خدمة هذا الوطن الغالي.