ليس من قبيل الصدفة أن يختار منظمو مهرجان جدة التاريخية، المزمع عقده منتصف الشهر الجاري، ميدان البيعة عند مدخل المنطقة التاريخية كمقر للمؤتمر الصحافي مساء اليوم، والذي سيكشفون خلاله تفاصيل المهرجان التراثي الأضخم في الهواء الطلق، فالمكان الذي ظل شاهداً على أكثر من 87 عاماً على بيعة الحجازيين للملك عبد العزيز عند مدخل باب المدينة الشمالي عام 1926، يؤصل نفسه باستمرار من خلال اختياره مكانا لانبعاث روح الجزء التاريخي من المدينة من جديد، وكأن قدر المكان أن يظل موقعا يرتبط دوما بمفاصل تاريخية في حياة المدينة التي لا تنام. وتشير المعلومات التفصيلية التي نشرت عن الميدان أنه تم إنشاؤه بعد حركة التوسعة للمدينة القديمة منتصف السبعينيات الهجرية لكون الملك عبد العزيز دخل من باب المدينة (الذي أزيل مع السور 1947، ليتم بناء باب نموذجي من قبل محمد سعيد فارسي) الذي يشرف على الميدان، بعد أن قام وفد من أعيان الحجاز بتسليم مفاتيح جدة للمؤسس في "أبرق الرغامة"، وبعدها دخل الملك وصلى في مسجد الحنفي وزار بعضاَ من الأعيان في منازلهم، ثم سار في سوق الندى حتى وصل إلى بيت "نصيف"، وهناك أقيمت الاحتفالات تكريماً من أهالي جدة، وهو المكان الذي بايع فيه أهالي الحجاز أيضاً الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله. ربماًَ أيضاً أرادت اللجنة المنظمة أن تعيد ذاكرة الإعلاميين للوراء عقوداً طويلة للميدان الذي ظل ولا يزال حداً فاصلاً بين مسارين جدة القديمة والحديثة في كل شيء، بل أضحى نقطة التقاء لا زال الأهالي يصرون على زيارتها لأنها من عبق الماضي الأصيل، وجليس ذكريات الكبار، وهنا يتحدث أحد مؤسسي مقعد "جدة وأيامنا الحلوة" المعني بالحفاظ على هوية المنطقة التاريخية طلال خوتاني ل "الوطن" :" إن اختيار المكان كإعلان لتدشين مهرجان التاريخية، هو ترسيخ للأهمية الحيوية لهذا الميدان الذي تتداعى فيه الذكريات، وهو المدخل الذي أطلت من خلاله جدة على حضارتها وثقافتها الممتدة عبر السنين كبوابة للحرمين الشريفين". وسيتحدث في المؤتمر الصحافي مساء اليوم ممثلون عن محافظة جدة وهيئة السياحة والآثار وأمانة محافظة جدة والغرفة التجارية الصناعية بجدة، إضافة إلى المتعهد السعودي زكي حسنين من شركة بنش مارك المنظمة للمهرجان. ووجهت الدعوات لكافة وسائل الإعلام للتعرف على الخارطة الثقافية والتاريخية للمهرجان لمدة عشرة أيام متواصلة هي عمر إجازة منتصف العام الدراسي، والتي تبدأ الخامس عشر من ربيع الثاني الموافق السادس عشر من يناير. ووفقاً للبيان الصحفي قال المتحدث الرسمي باسم المهرجان المدير التنفيذي لهيئة السياحة والآثار بمنطقة مكةالمكرمة محمد عبد الله العمري :"إن المؤتمر يأتي كإعلان رسمي لفعاليات المهرجان والجهات المشاركة من القطاعين الحكومي والخاص"، مشدداً على الدور الذي سيساهم فيه الإعلام المحلي بكافة وسائله في إنجاح رسالة المهرجان، واعتبر العمري أن الإعلاميين هم "شركاء نجاح" في مهرجان جدة التاريخية، وكل الحريصين على تراث هذه المدينة العتيقة.