استقبلت أحد الأحبة الذي جاء قادماً من خارج المنطقة لقضاء إجازته السنوية، في مدينة أبها استمتاعاً بأجوائها الجميلة وإن كانت أنشطة المهرجان فقدت لذتها السابقة، لأنها أصبحت بلا طعم ولا لون، فالتكرار المعتم غطى على جلّ فعالياتها ، ولم نعد نرى مجالاً للتجديد أو حتى لجذب المصطافين. حطت طائرته في مطار أبها بعد أن تأخر إقلاعها لمرتين متتاليتين ...! اتجهنا لوسط المدينة وكان أول ما استقبله بعدي هو الإصلاحات والمشاريع في الطريق الرابط بين أبها والخميس والتي وكما يبدو أن الأمانة أو الجهة المسؤولة عن تنفيذها كانت تغط في سبات عميق حتى جاءت بداية العطلة الصيفية وبدأت تتحرك جاهدة لتعويض أيامها التي قضتها وهي نائمة ! ولسوء الحظ أيضاً أنني قررت أن آخذه مباشرة في نزهة لمتنزه السودة ، حتى ألاطفه بأجوائها العليلة بعد أن بلغ به السيل الزبى من تأخير رحلات الخطوط السعودية ، ومن الازدحام الذي قابلنا في المشروع الرابط بين أبها والخميس ... وياليتني ما فعلت ..! لن أتطرق هنا لجسر الحزام الدائري الذي قد بُدئ في بنائه قبل بداية الصيف، وهو ما أدهش صاحبي .. كثرة هذه المشاريع مع بداية المرحلة الفعلية لاستقبال أبها لزوارها ومصطافيها .. اتجهنا لمتنزه السودة وكان الازدحام شديدا ، خصوصاً في المنطقة المركزية بجوار العربات المعلقة، وكان التنظيم المروري غير مؤهل ومن قبل أشخاص أقل ما يقال عنهم أنهم يفتقدون لفن التعامل مع الجمهور سواء كانوا من أهل البلد أم من الزوار. ساء صاحبي كثيراً ما رآه من مشاريع في هذه المنطقة المركزية ، وأبدى استياءه من التوقيت الذي بُدئ تنفيذها فيه بعد أن أخبرته أن الجهة المسؤولة عنها كانت نائمة حتى جاء الصيف ليفيقوا، بل ليزعجوا المصطافين ... وكأن لسان حالهم يقول ... نحن على قدم وساق منذ نهاية صيفنا الماضي حتى بداية صيفنا الحالي ... ومرحباً ألف بكم أيها المصطافون في صيف مليء بالمشاريع ..! التمست العذر لصاحبي بأن حالته النفسية ليست على ما يرام ، فمن تأخير رحلات خطوطنا الموقرة ، مروراً بهذه الازدحام الرهيب في منطقة المشاريع ، وليس انتهاء بكثرة نقاط التفتيش في أبها التي لم تؤت أُكلها مع من أُقيمت من أجلهم. نحن لسنا أبداً ضد هذه المشاريع التطويرية والتي هي في مصلحتنا قبل كل شيء ... لكننا ضد التوقيت التي يبدأ به تنفيذ هذه المشاريع ... لديكم عشرة أشهر ... فلا تقلقونا في شهرين نستقبل فيهما المصطافين ! أصبح الوضع لا يطاق ... فهل من تعديل نرجوه من الجهات المسؤولة ؟