في الوقت الذي أكدت فيه مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة أنها تضع اللمسات النهائية على إستراتيجية منظومة الطاقة المتجددة، التي كان من المقرر إطلاقها بداية العام 2013، كشفت المدينة النقاب عن توجه وطني لنشر ثقافة الطاقة الشمسية مع عدة جهات بدءاً بتعليم النشء في المدارس، حتى تدريب وتأهيل موظفي المدن والمناطق الصناعية. وجاءت هذه التوجهات على لسان نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور خالد السليمان، مؤكداً على أن المدينة تعمل من أجل ذلك على بناء برامج وشراكات إستراتيجية مع وزارة التربية والتعليم وبعض من الكليات والمدن الصناعية لتأهيل القوى البشرية والتي ستعمل في مجال الطاقة الذرية والمتجددة. وقال السليمان في مؤتمر صحفي أمس عقب توقيعه مع محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص اتفاقية "استضافة محطات رصد وقياس مصادر الطاقة الشمسية" بين مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن هناك معهدا لتدريب الكوادر البشرية بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، وهو الآن في مراحله الأولى، إذ تم العمل به في المدينةالمنورة. أما عن إستراتيجية المدينة التي وصلت إلى المرحلة النهائية، قال السليمان إنها تتركز على توليد الكهرباء من خلال الطاقة الذرية المتجددة وتوفير أكبر قدر ممكن من البترول والغاز، وإتاحته لاستثمارات تستفيد منها المملكة، وتوطين قطاع اقتصادي جديد يولد الوظائف للشباب والشابات. وأشار السليمان إلى شراكة إستراتيجية مع المؤسسة ستنتج برامج مشتركة ومعاهد متخصصة تختص بالطاقة الذرية والمتجددة. وعن نية المدينة لإنشاء معهد لتدريب الكوادر البشرية بالتعاون مع المؤسسة، بين السليمان أنه بدأ العمل فعلياً على ذلك وهو في خطواته الأولى، حيث تم العمل على ذلك في المدينةالمنورة، بالإضافة لوجود شراكة إستراتيجية مع المؤسسة ستنتج برامج مشتركة تتمثل في معاهد متخصصة بمجالي الطاقة المتجددة والذرية. وأوضح أن هناك شراكات قادمة مع وزارة التربية والتعليم وسيكون هناك تعاون في نشر ثقافة الطاقة الشمسية في عدد من المدارس كمرحلة أولى تعد اختبارية، وكذلك مع المدن الصناعية وإنشاء محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية مع عدد من المواقع في المملكة، مضيفاً أن الهدف ليس توفير الموقع لتلك المحطات فقط، بل بناء برامج شراكة مع هذه الكليات وتطوير برامج دراسية وتدريبية، بحيث يكون هناك برنامج قوي لتأهيل القوى البشرية التي ستعمل في مجال الطاقة الذرية والمتجددة. وعن المراحل الإستراتيجية التي تقوم عليها مدينة الملك عبدالله وأين وصلت، بين أنها في مراحلها النهائية، مؤكداً أنه من الضرورة بمكان الاستفادة منها بحكم أن المملكة تمتلك موارد وفيرة من البترول والغاز، ولا بد من وجود مصادر دخل جديدة من الطاقة النووية والمتجددة، وهو ما جعل دراسة الإستراتيجية تحتاج إلى نقاش وتوافق مع جميع الشركاء في المملكة. وعن أهداف الإستراتيجية، أكد أن أبرز أهداف إستراتيجية المدينة القادمة توليد الكهرباء من خلال الطاقة الذرية المتجددة لإعطاء المملكة ولتوفير أكبر قدر ممكن من البترول والغاز وإتاحته لاستثمارات أفضل تعود على المملكة، وأيضا توطين قطاع اقتصادي جديد يولد الوظائف للشباب والشابات فيما بعد، حيث إن نظرة الإستراتيجية بعيدة وتصل إلى 10 سنوات و20 سنة قادمة في التقنية سواء الذرية أو المتجددة. وأضاف أن التغيير وارد في التقنية وباستمرار، ولا بد أن يكون هناك نظرة بعيدة، إذ يتم مراجعة الدراسات كل 3 و 5 سنوات، ويأتي ذلك اعتمادا على التغييرات في التقنية والتغييرات الاقتصادية. يشار إلى أن المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني قامت باستضافة 16 محطة موزعة على كليات تقنية ومعاهد ثانوية صناعية في جميع مناطق المملكة، علما بأن هذه المحطات تعتبر جزءا من شبكة رصد وقياس مصادر الطاقة المتجددة، والتي أعلنت عنها المدينة خلال الشهر الماضي في حفل إطلاق أطلس مصادر الطاقة المتجددة، والذي يحتوي على أكثر من 70 محطة لقياس الطاقة الشمسية و40 محطة لقياس طاقة الرياح وذلك لتحديد الأماكن المناسبة لمختلف تقنيات الطاقة المتجددة التي تنوي المدينة إدخالها كجزء من منظومة الكهرباء وتحلية المياه في المملكة مما يساهم في خلق مستقبل مستدام لقطاع الطاقة في المملكة.