شرعت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بتنفيذ مشروع وطني يهدف إلى قياس مصادر الطاقة المتجددة على مستوى المملكة لتقييم مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وطاقة تحويل النفايات، وطاقة باطن الأرض. وقال الدكتور خالد السليمان نائب رئيس المدينة، إنه سيتم جمع القراءات الأرضية بنحو شمولي من مواقع مختلفة بالمملكة، وذلك لبناء قاعدة بيانات يستفاد منها في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه وأيضاً للاستفادة منها من النواحي البحثية لتطوير التقنيات والحلول المناسبة لأجواء المملكة ومناخها المختلف في مناطقها المختلفة. وبين السليمان أن قياس مصادر الطاقة المتجددة موضوع مهم وضروري جداً خصوصا عندما تستهدف المملكة برنامجا طويل الأمد، حيث يترتب على ذلك ضرورة تحديد الاحتياجات الأولية، ومن أهمها استيعاب وفهم طبيعة الموارد المتجددة التي نملكها، وعلى سبيل المثال ينبغي معرفة مستوى جودة الإشعاع الشمسي في المملكة، ولكن تطويعها كمشاريع محطات شمسية كبيرة لإنتاج الكهرباء يحتاج إلى دراسة شمولية. السليمان خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن مشروع أطلس «عدسة - افتخار أحمد» وأضاف السليمان أنه لابد من دراسة عناصر فنية كثيرة لتسهيل احتياجات من يعمل على تطوير الطاقة الشمسية في موقع جغرافي محدد ومن أهمها تحديد جودة الإشعاع الشمسي، حيث تحتاج إلى دراسة نوعية الإسقاط الشمسي وقوته ومدى تأثير العوامل المناخية والجغرافية الأخرى كالغبار والرطوبة والرياح السطحية والتربة والعوامل المسببة للصدأ ودرجة ميلان الأرض ووفرة المياه والظل الطبيعي من الجبال وغيرها من العوامل التي ستؤثر على إنتاج الكهرباء. ومن المهم أيضا عمل دراسة فنية لمعرفة كمية الطاقة التي من الممكن إنتاجها من موقع جغرافي محدد لإعداد الدراسات الفنية اللازمة حيث سيلتزم منتج الطاقة بتوريد طاقة خلال فترة زمنية محددة، وفي نفس السياق يحتاج الباحثون في مجال الطاقة الشمسية جميع المعلومات الممكنة لعمل الدراسات اللازمة حول طبيعة المواد التي من شأنها رفع كفاءة الألواح الشمسية وتحديد المواد المناسبة لعزل الألواح وغيرها من الدراسات العلمية والهندسية. من جهته، أوضح الدكتور ماهر العودان رئيس قطاع الأبحاث والتطوير والابتكار في المدينة، أن شبكة قياس الإشعاع الشمسي تتكون من 73 محطة موزعة بشكل دقيق ومدروس حول أنحاء المملكة لرصد الإشعاع الشمسي بمختلف أنواعه مثل الإسقاط الشمسي الأفقي والإسقاط العامودي والإسقاط الأفقي المنتشر، كما ترصد الظواهر الطبيعية الجوية مثل الرطوبة والغبار ودرجة الحرارة. وتابع العودان خلال تقديمه شرحاً عن المشروع، أن العمل على شبكة قياس موارد الرياح يتم بالتوازي لتندرج تحت مظلة أطلس موارد الطاقة المتجددة، مبيناً أن المشروع يتكون من 40 محطة لقياس سرعة على ارتفاعات مختلفة من خلال برج يبلغ طوله 100م. وأضاف العودان أن المدينة تسعى من خلال هذا المشروع إلى تأكيد التزامها كجهة حكومية معنية بإدارة هذا الملف الاستراتيجي بالعمل الجاد على تعزيز استخدامات الطاقة النظيفة في مجالات الصناعة وإنتاج الكهرباء، وتحلية المياه، وغيرها، بما يوفر على المملكة الاستهلاك المتزايد من الطاقة والغاز في ظل التوسع الكبير في المشاريع التنموية والنمو السكاني الذي تشهده. وقال إن مشروع الأطلس يمثل ثمرة تعاون مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة مع العديد من الجهات المحلية والخبرات الدولية المهتمة والمعنية بتعزيز استخدامات الطاقة المتجددة بالمملكة، ومن بين تلك الجهات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والجامعات والكليات والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والشركة السعودية للكهرباء والشركة السعودية لنقل الكهرباء. وأفاد أن من الجهات المتعاونة في المشروع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والتي من المتوقع أن تكون المستفيد الأول من هذا المشروع، إلى جانب الخبرات الدولية التي ساهمت في تنفيذ المشروع وعلى رأسها المختبر الوطني للطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، ومعهد باتيل موميريال للأبحاث في الولاياتالمتحدةالأمريكية.