فشلت أول من أمس عملية نقل الكيماوي السوري لتدميره في البحر، حيث عادت إلى قبرص سفينتان عسكريتان، إحداهما نرويجية والأخرى سويدية بعد أن تم تكليفهما بمرافقة نقل تلك الأسلحة إلى إيطاليا لتدميرها في البحر بسبب تأخير في العملية. ولم يحدد موعد جديد لعودة السفينتين إلى سورية. وقال مسؤول العلاقات العامة في القوات المسلحة النرويجية لارس هوفتن إن السفينتين تلقتا الأمر بالعودة إلى المرفأ الذي انطلقتا منه في ليماسول جنوب جزيرة قبرص. ولم يعط هوفتن أي موعد جديد لانطلاق السفينتين مجددا إلى سورية. وكانت الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية قد أعلنتا أنه من الصعب الإيفاء بالموعد المحدد لنقل الترسانة السورية من شاطئ اللاذقية، وأنه تقرر تأجيل الإعلان عن هذه المرحلة إلى بداية العام المقبل. وأضافت منظمة حظر الأسلحة أن الأحوال الجوية السيئة والقتال الدائر في سورية أديا إلى تأخير تسليم مستلزمات أساسية في المواقع التي تقوم فيها بتجهيز المواد السامة لإرسالها إلى ميناء اللاذقية. بدورها، حملت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف النظام السوري مسؤولية التأخير، وقالت في تصريحات صحفية "نظام بشار الأسد يتحمل مسؤولية نقل العناصر الكيماوية إلى مرفأ اللاذقية بشكل آمن وتسهيل سحبها إلى خارج البلاد، ونتوقع منه أن يحترم هذا الواجب"، لكنها أقرت بأن "العملية معقدة". كما قالت روسيا أواخر الأسبوع الماضي إنه لن يتم الوفاء بهذا الموعد، لأن المواد السامة التي يمكن استخدامها في صنع غازي السارين وغاز "فياكس" وعناصر أخرى ما زالت تواجه رحلة يحتمل أن تكون محفوفة بالمخاطر إلى ميناء اللاذقية. يشار إلى أن روسيا نقلت جوا 75 عربة وشاحنة مدرعة إلى سورية قبل أسبوعين لنقل المواد الكيماوية إلى اللاذقية، كما توجد في المياه الإقليمية السورية سفن حربية روسية وأخرى صينية من المقرر أن ترافق سفناً ستنقل المواد الخطرة لتدميرها بعيدا وسط البحر. وكانت سورية قد وافقت على التخلي عن ترسانتها الكيماوية بموجب اتفاق اقترحته روسيا لتفادي ضربة عسكرية أميركية محتملة بعد هجوم قاتل بغاز السارين يوم 21 أغسطس الماضي على ريف دمشق أدى إلى مقتل المئات وألقي بالمسؤولية عنه على النظام السوري. وكان اتفاق قد جرى بين الولاياتالمتحدةوروسيا والصين، إضافة إلى الأممالمتحدة على تفاصيل خطة لتدمير الأسلحة السورية، تقضي بأن تتولى سفن حربية دنمركية ونرويجية حراسة شاحنتين تحملان هذه الأسلحة من ميناء اللاذقية السوري إلى سفينة أميركية بمواصفات خاصة أمام الساحل الإيطالي بالبحر المتوسط.