أكد إمام وخطيب مسجد قباء الأمين السابق لأمانة "المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013"، صالح بن عواد المغامسي، أن العادات والتقاليد في الجزيرة العربية خلف تحريم عدة مسائل، مع أنه لا يوجد نص شرعي يدل على ذلك. وأشار المغامسي في كلمة له أثناء حفل افتتاح مؤتمر "حقوق المرأة في الإسلام"، الذي تنظمه جامعة طيبة ضمن فعاليات المدينة عاصمة الثقافة الإسلامية، إلى أن المرأة في الكثير من المجتمعات سلبت أنوثتها، وأثقل كاهلها الظلم الظني الذي شاع في المجتمع، موضحا أن المقصود بالظلم الظني هو ما يتعلق ببعض المسائل خارج الحقوق المادية، مثل هجوم البعض على مشاركتها في مجلس الشورى وقيادة السيارة وكشف الوجه. وانتقد غياب هذا المحور الهام وضعف طرحه في المؤتمرات والملتقيات التي تناقش أوضاع المرأة في مجتمعاتنا، منبها على أهمية تعلم ثقافة فقه الورع محذرا من الدخول في نوايا الناس للوصول لمجتمع زاك، حسب تعبيره. وذكر المغامسي في المؤتمر الذي رعى افتتاحه مدير جامعة طيبة الدكتور عدنان المزروع، بأهمية المرأة في الإسلام الذي أوصى بها خيرا، وأن على المرأة أخذ حقوقها كاملة، وعلى الرجل مراعاتها والاهتمام بها. من جهته، أكد مدير جامعة طيبة في كلمة افتتاح المؤتمر، أن حقوق المرأة في الإسلام منحة إلهية وهبة ربانية، ليست من وضع البشر، ولم تكن نتيجة صراعات أو مصالح أو اجتهادات وأحداث فرضها واقع الحياة والناس، وليست تفضلا من الرجل عليها، فقد انبثقت من هدي الكتاب والسنة، من التوجيهات الربانية المتمثلة في قوله تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"، وأضاف الدكتور المزروع، أن التاريخ والبشرية لم يعرفا دينا ولا نظاما ولا حضارة كرمت المرأة وأعلت منزلتها ومكانتها مثل ما جاء به الإسلام، فقد تبوأت المرأة أرقى المنازل وأسمى الدرجات وكرمت في هذا الدين، بما لا يوازيه أو يقاربه مثيل من الديانات، وقد رعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الحقوق التي كفلها الاسلام للمرأة المسلمة، التي يحق لها أن تفخر بهذه المنزلة العالية وهذا الدور الريادي، الذي يحقق لها الشمول والتوازن والعدالة مع الرفعة والمنزلة العالية. الدكتورة إيمان عزام، لخصت في كلمتها أهداف المؤتمر، ومنها التأصيل الشرعي والمقصدي، وبيان عظمة الإسلام في حفظ ورعاية حقوق المرأة، وأكدت خلال كلمتها أن المجتمع يحتاج إلى تذكير بحقوق المرأة المسلمة، ثم تناولت محاور المؤتمر وأهدافه التي تؤكد على هدفين رئيسين هما: التذكير والتعريف بعظمة ديننا في حفظ ورعاية حقوق المرأة وبيان عظمة الجهود التي تبذلها المملكة في تمكين المرأة من حقوقها. "ذمة مالية مستقلة" للمرأة في الإسلام انطلقت عقب الافتتاح أولى جلسات المؤتمر برئاسة مدير جامعة طيبة السابق الدكتور منصور بن محمد النزهة، بعنوان "حقوق المرأة في الإسلام.. المفهوم والضوابط"، وقررت الجلسة الدكتورة راوية بنت أحمد الظهار، إذ قدم الدكتور خالد بن منصور بن عبدالله الدريس أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود بحثا بعنوان "حقوق المرأة المسلمة بين متانة التأصيل وهشاشة التفعيل" دعا من خلاله إلى التركيز على "انتهاك الحقوق"؛ لأنه أقرب لإصلاح الواقع، معتبرا أن الحديث عن حقوق المرأة المسلمة بصورة نظرية تبجيلية، لا يُغير من بؤس الواقع الذي تصطلي به كثير من النساء في البلاد الإسلامية، بل ولن يرفع شيئا من الظلم الملتصق بهن في أصقاع متعددة، لافتا إلى أنه على مدى قرون تغلبت فيها سطوة عادات القهر والإذلال على أحكام شريعة العدل والرحمة والإحسان. كما تناولت ورقة "حقوق المرأة في الإسلام المفهوم والضوابط تطبيقات في ضوء النفقة الزوجية" لأستاذ السنة وعلومها المشارك بجامعة نورة بنت عبد الرحمن الدكتورة نوال العيد، بينت فيه تحرير الإسلام الحقيقي للمرأة، ورفعه لمكانتها، وتعزيزه لشأنها، والحاجة الماسة للتأصيل الشرعي لحقوق المرأة، وتخليصها من مطالبات التغريبيين، وتهديدات التقليديين، حسب وصفها، والإسهام في تثقيف المرأة المسلمة بما لها من حقوق في ضوء الكتاب وصحيح السنة، وتقديم الآليات للحصول عليها، وتحقيق القول في قضايا المرأة، وترأس الجلسة الثانية بعنوان "حق المرأة في التملك" عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور عبدالله دمفو، إذ أوضح الدكتور محمد الرواشدة في بحثة كيف كفل الإسلام هذا الحق، وخلص إلى ثبوت حق المرأة في التملك من خلال القرآن والسنة والإجماع والمعقول، وأن المرأة في الإسلام تتمتع بذمة مالية مستقلة، ولها حرية التصرف في أموالها وليس لأحد سلطة تمنعها من ذلك، وأن النصوص الواردة في التصرفات المالية خاصة بالرجل والمرأة على حد سواء، إذا لم يوجد مانع شرعي أو عقلي أو قانوني يمنع المرأة من التملك. فيما أشارت ورقة "شبهات حول ميراث المرأة والرد عليها" لأستاذ العقيدة والأديان بجامعة طيبة الدكتورة بسمة جستينية، إلى أنه ما من مبدأ أو قانون حرص على إعطاء المرأة حقها في مال مورثها بالقدر والتفصيل والإنصاف الذي حرص عليه الإسلام، وتمثل ذلك الحرص بالنص على ميراثها في معظم حالات إرثها، وبيان الكم الذي تستحقه في كل حالة في القرآن الكريم.