قتل 13 شخصا على الأقل وأصيب عشرات آخرون بأول هجوم انتحاري قرب بنغازي شرق ليبيا، التي توقف الإنترنت في غربها وجنوبها ثماني ساعات بعد اقتحام مسلحين مقر الشركة المزودة للخدمة في طرابلس. وأفادت مصادر أمنية أن 13 شخصا قتلوا بهجوم انتحاري وقع ليل السبت الأحد على البوابة الأمنية في منطقة برسس شرق المدينة. وقال الشرطي معتز العقوري الذي يعمل في تلك البوابة، الواقعة على بعد 50 كلم شرق بنغازي، إن "الانتحاري أقدم على تفجير السيارة التي يستقلها في نقطة التمركز" التي كان أفرادها يقومون بعمليات التدقيق الاعتيادية "لتأمين مدخل مدينة بنغازي". وأشار إلى أن "بين القتلى والجرحى مدنيين تزامن مرورهم بالبوابة ساعة الانفجار خلال عملية التدقيق والتفتيش الاعتيادية". وكان آمر البوابة أعلن في 28 نوفمبر الماضي أن "أفراد البوابة تمكنوا من ضبط أربعة أشخاص قادمين من شرق ليبيا إلى بنغازي وبحوزتهم أسلحة وأموال ومتفجرات وقوائم لأشخاص يعتزمون تصفيتهم"، ومنذ ذلك الحين تعرضت تلك البوابة للعديد من التهديدات بسب توقيف الأشخاص الأربعة الذين لم يعرف مصيرهم حتى الآن. ودان وزير الثقافة والمجتمع المدني الحبيب محمد أمين الهجوم الانتحاري خلال مؤتمر صحفي في بنغازي أمس، معبرا عن استنكاره لأعمال العنف، ولكافة المظاهر المسلحة بالمدينة. إلى ذلك طالبت بريطانيا والولايات المتحدة وليبيا في بيان مشترك أمس في الذكرى الخامسة والعشرين لاعتداء لوكربي، الذي خلف 270 قتيلا في أسكتلندا، ب "محاكمة جميع المسؤولين عن هذا العمل الإرهابي البالغ الوحشية". وعبرت حكومات الدول الثلاث عن "تعازيها الحارة" لأقرباء ضحايا الاعتداء الذي وقع في 21 ديسمبر 1998 عندما انفجرت طائرة بوينج 747 تابعة لشركة بان أميركان كانت متوجهة من لندن إلى نيويورك فوق بلدة لوكربي في أسكتلندا بعد 38 دقيقة من إقلاعها. وقالت لندن وواشنطن وطرابلس في البيان "نريد محاكمة جميع المسؤولين عن هذا العمل الإرهابي البالغ الوحشية، ونريد أن نفهم سبب ارتكابه". وأضافت "نلتزم التعاون تماما لكشف كل الوقائع في القضية. سنقدم جميعا دعمنا الكامل للمحققين ليتمكنوا من إنجاز عملهم. نبذل ما في وسعنا لتعزيز التعاون ونرحب بالزيارة المقبلة التي سيقوم بها محققون بريطانيون وأميركيون لليبيا لبحث كل أوجه هذا التعاون، وخصوصا تقاسم المعلومات والوثائق ومقابلة الشهود".