ساعد التقدم الطبي، وظهور الأشعة التلفزيونية على سهولة تشخيص أمراض المرارة، والذي يتم غالبا بالموجات الصوتية بنسبة نجاح تصل إلى 95%. ويعرف أخصائي الباطنة في مستوصف "الثمال" الطبي الدكتور ممدوح غريب، "الحويصلة المرارية" بأنها عبارة عن كيس صغير طولها حوالي 8 سم وعرضها حوالي 4 سم، يوجد في باطن الكبد، ولها عنق عبارة عن أنبوب ضيق ينتهي بصمام يتحكم في خروج العصارة منها وقت اللزوم إلى الاثنى عشر، وهي بيضاوية الشكل تتكون من جدار، وبداخلها جوف مبطن بغشاء مخاطي خاص بها، وتعمل المرارة على تلقي الصفراء المفرزة من الكبد، ومن ثم تركيزها داخلها، وإفرازها بآلية دقيقة عند الحاجة للجهاز الهضمي. وعن وظيفة المرارة، يقول الدكتور غريب "إنه يوجد مثال بسيط لمعرفة وظيفة المرارة، وهو عندما نحضر طبقا من الحساء تطفو الدهون على السطح، وبمجرد إضافة بعض عصير ليمون نلاحظ اختفاء هذه الدهون، نظرا لتحللها، وهذا ما يحدث إذا تناول الإنسان وجبة غنية بالدهون مثل لحم الضان، أو القشدة، أو الشيكولاتة، وبمجرد دفع المعدة لهذه الوجبة إلى الاثنى عشر على دفعات صغيرة الحجم، تنقبض المرارة وتفرز عصارتها على الطعام ليتحول إلى دهون بسيطة يمكن امتصاصها والاستفادة منها". وعن مكانها، قال "تقع المرارة في الجزء الأيمن العلوي للبطن، لذلك فإن أي ألم صادر منها يتبع مسار الأعصاب الموصلة لها، ويحدث في شكل تقلصات شديدة، أو ألم مبهم مستمر يبدأ من أسفل القفص الصدري في مستوى الضلع التاسع الأيمن في خط تخيلي يمر بمنتصف عظمة الترقوة الموجودة بالرقبة، ويتجه الألم في خط عرضي إلى يمين الجسم، ويتجه أيضا إلى أسفل لوح الكتف الأيمن، وأحيانا يكون في مكان المرارة فقط، وفي حالات قليلة تكون الأعراض مضللة، شبيهة بآلام المعدة، أو زيادة الحموضة، أو تغيير طعم لعاب الفم". وحول الأمراض التي تصيب المرارة، يذكر الدكتور ممدوح أنها متعددة، تبدأ من التشوهات الخلقية، واختلال الحركة، وتغير مكونات العصارة، والإصابات الميكروبية، والأورام سواء الحميدة أو الخبيثة، وغالبيتها يتم تشخيصها بيسر بواسطة الموجات الصوتية". وأضاف أن حصوات المرارة تحدث في غالبية الأحيان بعد نوبة من التهاب بكتيري، تتغير على إثرها مكونات العصارة، ويزداد تعرج الجدار ليكون مكانا مناسبا لحجز الترسبات، فتتكون فيه الحصوات التي قد تلتصق لتظهر في صورة الأشعة على شكل حصوة واحدة". وقال الدكتور غريب، إن الحصى تتكون لعوامل مختلفة، أهمها الوزن الزائد، والإفراط في تناول الدهنيات، والكوليسترول المرتفع، والحمل، والتاريخ العائلي، وبعض الأدوية والأمراض المزمنة، ومع انتشار حالات السمنة المفرطة تزيد احتمالات الإصابة بحصوات والتهابات المرارة، وخصوصا إذا تم اتباع رجيم غذائي قاسٍ". وأشار إلى أن بعض مراكز التخسيس تدعي أنها قادرة على إنقاص من 10 - 20 كيلوجراما في الشهر، في الوقت الذي لو فقد فيه الإنسان كيلوجرامين من وزنه أسبوعيا سيصاب بحصوات المرارة، إضافة إلى حدوث اختلال التوازنات الفسيولوجية للجسم كله". وأضاف أخصائي الباطنة أن أسباب التهاب المرارة هو تكون الحصوات، والتي بدورها تصيب السيدات أكثر من الرجال بنسبة تزيد من 2 إلى 1، بسبب الهرمونات الأنثوية، والتشخيص يتم بالموجات الصوتية التي تصل دقتها لأكثر من 95%". وعن مخاطر حصى المرارة قال "يمكن أن تراكم الصفراء داخل المرارة، وتتبلور، وتصبح حصى صغيرة، وقد لا تؤدي الحصى لأية أعراض أو مضاعفات، إلا أنها قد تؤدي لانسداد المرارة، ولذا تسبب التهابا". وعن أعراض وعلامات التهاب المرارة، يقول الدكتور غريب: "إن التهاب المرارة الحاد يؤدي لأعراض وعلامات معينة هي الغثيان، والقيء، وفقدان الشهية، والحرارة المرتفعة، وزيادة دقات القلب، إضافة إلى ألم البطن، ويكون حادا وشديدا، ويظهر بعد الوجبات بنصف ساعة أو أكثر، ويستمر لعدة ساعات، ومكانه في البطن الأيمن العلوي في مكان المرارة، وقد يمتد إلى الكتف الأيمن، ويزيد الألم عند التنفس العميق، أو الحركة". وأكد أخصائي الباطنة أن "الجراحة هي الأسلوب العلاجي الوحيد، حيث يتم بواسطتها استئصال المرارة، وفي حالة الكلى تخرج الحصوات عن طريق البول. أما في المرارة فتخرج إلى القنوات المرارية، وتسبب أضرارا جسيمة بالكبد وجسم الإنسان"، مشيرا إلى أن الحصوات الصغيرة المتحركة يتحتم علاجها جراحيا أسرع من الكبيرة والثابتة، حيث يمكن أن تتسرب إلى القنوات المرارية في أي لحظة.