تفاعل نادي الرياض الأدبي مع اليوم العالمي للغة العربية عبر نشاطات تنوعت ما بين محاضرتين، وعرض مسرحي، ومعرض للخط العربي، وتأبين للدكتور عوض القوزي، وكرّم النادي اثنين من أعضاء الجمعية العمومية، وهما: الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين، والدكتور عائض بن بنيّه الردّادي، بمناسبة اختيارهما عضوين في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. انطلقت الفعاليات بكلمة وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للغة العربية الدكتور أحمد بن عبدالله السالم، أعلن فيها أن الجمعية ستكرّم العثيمين والردّادي في اجتماع الجمعية العمومية القادم. وفي ندوة خصّصها النادي للحديث عن جهود الدكتور عوض بن حمد القوزي (الأستاذ بجامعة الملك سعود وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة) رحمه الله، شارك الدكتور محمد الربيّع (عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة) بورقة عنونها "القوزي مجمعيّاً"، والدكتور إبراهيم الشمسان بورقة "القوزي لغويا ومحققا"، والدكتور محمد خير البقاعي بورقة "القوزي وذكريات باقية"، وأدارها الدكتور عادل العيثان من جامعة الملك سعود. وقال الشمسان: إن القوزي كان من بين قلّة من الأساتذة الذين زويت لهم علوم العربية والثقافة الغربية، وحدثني رحمه الله عن تحقيقه لشرح السيرافيّ لكتاب سيبويه، وأسفه الشديد أنه لم يجد من يرعى هذا العمل الضخم؛ ولعل كلية الآداب تنهض بمهمة نشره إن شاء الله. وذكر البقاعي بأن القوزي - رحمه الله - يؤمن أن من أهم صفات الرجل الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن وتجاه الأسرة، وأضاف: كان القوزي يكره التعصب والتطرف وكل أشكال المغالاة أو التظاهر في التعبير عن الإيمان. ثم افتتح الدكتور أحمد السالم "معرض الحرف العربي في الفن التشكيلي" للفنان فهد الربيق. أعقبته محاضرة "التراث العربي بين القطيعة والجمود" للدكتور أحمد درويش. وفي سياق آخر، انطلقت فعاليات منتدى المسرح الثقافي بالنادي، واستهل أعماله بمسرحية (محاكمة شكسبير)، من إعداد فايز عبدالله وإخراج فهد العصفور. بعدها ألقى الدكتور صلاح حسنين، محاضرة عنوانها "أثر موسيقا الشعر في النقد الموضوعي: قصيدة "دموع برائحة التفاح" للدكتور أحمد السالم أنموذجا". وفي سياق متصل، حذر عدد من الأكاديميين المصريين من هجمة العاميات على اللغة العربية السليمة ومحاربة أبنائها لها في مختلف مناحي الحياة، مطالبين بتوفر السلامة اللغوية في وسائل الإعلام التي أصبحت صاحبة التأثير الأكبر في حياة الناس وفي تربية النشء. وقال عميد كلية التربية بجامعة سوهاج المصرية في الندوة التي نظمتها الهيئة المصرية للكتاب مساء أول من أمس حول تدهور اللغة العربية في الإعلام المصري، ومشكلات تعليم اللغة العربية، الحديث عن اللغة يحتمل وجهين الأول نظري بحت وانبغائي بحت، والأمر الثاني أن تكون هناك صور للإعلام حين يكون رائدا في استعمال اللغة والحفاظ عليها، واللغة ليست فقط جزءاً من الثقافة، فاللغة تعكس كل الثقافة، فحين نقرأ ثلاثية نجيب محفوظ، نرى كيف كان المجتمع المصري وثقافة الفترة التي تتحدث عنها هذه الرواية حتى في اللغة المستخدمة. أما عن اللغة في الإعلام فقال رجب: لا بد أن تتوفر في الإعلام السلامة اللغوية، فإذا تحدث الإعلام بالفصحى غير مسموح بالخطأ اللغوي ويجب الالتزام بقواعد النحو والصرف، أما صفاء اللغة فأن تكون عربية خالصة لا تتسلل إليها أي كلمة من لغات أخرى. وتحدثت أستاذة المناهج وتدريس اللغة العربية الدكتورة هدى مصطفى، عن مشاكل تدريس اللغة العربية وقالت: اللغة العربية يظهر الاهتمام بها في التعليم من حيث عدد الحصص والدرجات المرصودة للمقرر، ويعاني تعليم اللغة العربية من عدة مشكلات أولها طبيعة اللغة نفسها، فهي مسؤولة عن بعض مشكلات التعليم وأول مشكلة هي العامية فيأتي المتعلم إلى المدرسة وهو متعلم اللغة العامية فلا يدرك أهمية اللغة الفصحى لأن الفهم والاستفهام متحقق لديه، ومدرس اللغة العربية نفسه يستخدم اللهجة العامية في التدريس. فيما أوضحت الدكتورة هدى مصطفى، أن صعوبة اللغة العربية تكمن في قواعدها والنحو والحروف العربية أيضا بها بعض مظاهر الصعوبة سواء كتابة أو نطقا. وبدأت هذه الصعوبة تظهر في جميع المجالات ليس فقط التدريس، كما ظهرت لغة مطعمة ببعض الحروف اللاتينية. ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت لا تستخدم دائما اللغة العربية ولذلك بدأت تختفي. بالإضافة إلى ضعف معلم اللغة العربية الذي يساء اختياره من البداية، وأصبحت مهنة التدريس مهنة من لا مهنة له ويمكن لأي أحد أن يعمل مدرسًا.