رجح مسؤول فلسطيني ل"الوطن" زيارة قريبة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل لعرض مقترحات حول البنود السياسية لاتفاق إطار يأمل كيري أن يتم الإعلان عنه رسميا في نهاية يناير المقبل لتجري بعد ذلك مفاوضات مكثفة بين الجانبين لتحويله إلى اتفاق تفصيلي. من جهتها، ذكرت مصادر دبلوماسية أن اجتماعا أمنيا فلسطيني - أميركي عقد في الساعات الماضية من أجل البحث في الاقتراحات الأمنية التي وضعها الجنرال الأميركي جون ألين حول ترتيبات حل الدولتين. وقال مسؤول فلسطيني بهذا الشأن: "هناك ملاحظات فلسطينية على هذه الترتيبات وسيجري إسماعها إلى الجانب الأميركي ليأخذها بعين الاعتبار، إذ إنه وكما نفهم فإن الترتيبات المقترحة ليست نهائية وهي مفتوحة للنقاش". وكان من المتوقع وصول كيري إلى المنطقة يوم أول من أمس ولكن جرى تأجيلها إلى الأيام القادمة. وفي هذا الصدد عدت الرئاسة الفلسطينية قيام الجيش الإسرائيلي بقتل فلسطينيين خلال الساعات الماضية بأنه محاولة إسرائيلية جديدة لإفشال الجهود الأميركية وإيصال المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية إلى طريق مسدود، فيما أدانت إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيته الاستمرار بالاستيطان. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، "إن هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير يهدف إلى إفشال الجهود الأميركية والدولية المبذولة لدفع عملية السلام إلى الأمام وإيصال المفاوضات إلى طريق مسدود". وأضاف "ندعو المجتمع الدولي إلى سرعة التحرك ولجم هذه الممارسات الإسرائيلية الساعية إلى إبقائنا في مربع التوتر والعنف". وكان الجيش الإسرائيلي قتل مساء أول من أمس وفجر أمس نافع السعدي (22 عاما) الناشط من حركة (حماس) من مخيم جنين، وصالح ياسين (24 عاما) عنصر في المخابرات العامة الفلسطينية من مدينة قلقيلية، حيث استشهد السعدي وأصيب 7 آخرون خلال محاصرة قوات من الجيش الإسرائيلي لمنزل الناشط في الجهاد الإسلامي الأسير جمال أبو الهيجاء في محاولة لاعتقال نجله، حيث وقعت اشتباكات بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، أما الشاب ياسين، استشهد أثناء اشتباكه مع قوات خاصة إسرائيلية نصبت له كمينا في مدخل مدينة قلقيلية. وفي هذا الصدد استنكر المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية مدير المركز الإعلامي الحكومي إيهاب بسيسو جريمتي القتل. وقال "إن الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة لمحافظات الضفة الغربية والتي أصبحت طقوساً يومية اعتاد على أدائها جيش الاحتلال لا سيما التوغلات الليلية، تأتي في إطار استهتار سلطات الاحتلال بحياة المواطنين الآمنين في بيوتهم". ودعا بسيسو "لمساءلة إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها المستمرة بحق شعبنا، والتي كان آخرها قتل الشهيدين ياسين والسعدي بدم بارد الليلة الفائتة، مجدداً مطالبة المجتمع الدولي والهيئات الدولية بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني". في غضون ذلك، أعلن نتنياهو نيته الاستمرار بالاستيطان فيما كشفت مصادر إسرائيلية عن نيته إصدار عطاءات لبناء وحدات استيطانية جديدة بعيد الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى القدامى في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. وأدان أبو ردينة هذه التصريحات وقال: "إن بناء المستوطنات أو تطويرها غير شرعي ولا نعترف به". وأضاف "إن السلام يقوم على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وإطلاق سراح كافة الأسرى".