شن الطيران السوري أمس غارات جديدة على أحياء في حلب، في رابع يوم من القصف الجوي الدامي على مناطق تسيطر عليها المعارضة ما أدى لمقتل 135 شخصا على الأقل. وتواصل القصف على أحياء بحلب، وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 135 قتيلا ومئات الجرحى نتيجة هذا القصف منذ الأحد. وأشار إلى أن القصف الجوي الدامي والمركز تواصل أمس مستهدفا أحياء في شرق المدينة وشمالها. وأفاد أن الطيران المروحي "قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في حي مساكن هنانو (شرق) وفي محيط دوار الحاووظ قرب حي قاضي عسكر (جنوب شرق)"، بينما قصف الطيران الحربي "منطقة السكن الشبابي بحي الأشرفية (شمال)". وقال المرصد السوري أمس، إن حصيلة القصف الجوي على أحياء طريق الباب والشعار والمعادي في شرق حلب أول من أمس، ارتفعت إلى 39 شخصا، هم 20 شخصا بينهم خمسة أطفال وثلاث سيدات في حي المعادي، و17 شخصا بينهم ثلاثة أطفال وسيدة في قصف "بالبراميل المتفجرة" في الشعار، إضافة إلى فتيين قضيا بقصف على حي طريق الباب. وتقع هذه الأحياء في الجهة الشرقية من حلب كبرى مدن الشمال السوري. وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" أشارت إلى سقوط مئة قتيل خلال الأيام الماضية في حملة القصف على حلب، مشيرة إلى اكتظاظ في المستشفيات التي تفتقر إلى تجهيزات وأدوية. وعد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن "الغارات الممنهجة" على حلب تكشف "عن حقيقة الموقف الذي يتبناه النظام من جنيف 2 ومن أي حل سياسي"، في إشارة لمؤتمر السلام المقرر عقده في سويسرا في 22 يناير المقبل، سعيا للتوصل إلى حل للأزمة. وميدانيا أيضا، قطع عناصر جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة، رؤوس ثلاثة رجال قالوا إنهم من الطائفة العلوية، في منطقة عدرا العمالية شمال شرق دمشق، والتي تشهد معارك ضارية مع محاولة النظام طرد مقاتلين إسلاميين دخلوها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهة أخرى، أعلن السفير الأميركي بسورية روبرت فورد، أمس أن الجبهة الإسلامية التي تشكلت مؤخرا بسورية رفضت الاجتماع بمسؤولين أميركيين. وقال غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن اللقاء مع الجبهة الإسلامية "ممكن"، إن "الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا دون ذكر الأسباب لذلك". وأضاف "نحن مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سورية". وكانت عدة مجموعات إسلامية غير مرتبطة بالقاعدة اتحدت لتشكيل "الجبهة الإسلامية" التي باتت أكبر فصيل معارض للنظام بسورية مع عشرات الآلاف من المقاتلين. وأعلنت الولاياتالمتحدة الاثنين أنها لا ترفض إجراء لقاءات مع "الجبهة الإسلامية". وأقرت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف بوجود "شائعات" عن اجتماع قد يعقد في تركيا بين دبلوماسيين أميركيين وممثلين للجبهة الإسلامية. ومن دون أن تؤكد أي شيء في هذا الصدد، أقرت هارف بأن حكومتها "لن تستبعد احتمال (حصول) لقاء مع الجبهة الإسلامية". وفي نوفمبر الماضي، أعلنت سبعة تنظيمات إسلامية تقاتل النظام السوري وغير مرتبطة بالقاعدة انضواءها في تحالف "الجبهة الإسلامية" في أكبر تحالف لمقاتلي المعارضة منذ اندلاع النزاع السوري في مارس 2011. في المقابل، أعلنت دمشق أمس أنها "تستغرب" عزم واشنطن إجراء مباحثات مع "الجبهة الإسلامية"، متهمة الأخيرة بأنها تنظيم "إرهابي"، وهي الصفة التي يطلقها نظام الرئيس بشار الأسد على كل مقاتلي المعارضة.