بعد عقود طويلة من الزمان، تشهد منطقة عسير زيارة لرئيس عام لرعاية الشباب، حينما يحل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، ضيفاً على المنطقة اليوم وغداً، في زيارة يترقبها أندية المنطقة والمهتمون بالجانبين الشبابي والرياضي. ويصل الأمير نواف في السادسة من مساء اليوم، ويتفقد فور وصوله مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية بالمحالة، ويجتمع عقبها برؤساء أندية المنطقة وأعضاء مجالس الإدارات، ويطلع على مجسمات مشروعات أندية المنطقة، ويزور أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد، ويتناول معه طعام الغداء الاثنين، ويفتتح الساحة بمحافظة خميس مشيط بجوار نادي ضمك. مناقشة شفافة ورأت إدارة نادي ضمك أن زيارة الأمير نواف زيارة خير وبركة، تأتي من خلالها توجيهات القيادة في المملكة بالاهتمام بالشباب والرياضة، مشيراً إلى أنه ستتم خلالها مناقشة كافة النواحي التي تصب في صالح المنطقة وأنديتها، مؤكدة أنها تدرك حرص الأمير نواف على تلمس كافة المشاكل والعوائق. ولفتت إلى أن أبرز معاناة أندية المنطقة تنحصر في النواحي المادية والبنية التحتية. بدورها، أبدت إدارة نادي السروات تفاؤلها بالزيارة في ظل وجود عدد من الموضوعات التي تستحق المناقشة، لافتة إلى أنها جهزت عدداً من الملفات التي ستعرضها على الأمير نواف خلال الاجتماع الذي سيعقد بمكتب الرئاسة في المنطقة اليوم، موضحة أن الأمير نواف حل كثيراً من الإشكالات، غير أن مشاكل الأندية ومعاناتها لا تتوقف. بدورها أعربت إدارة نادي الزيتون عن سعادتها بزيارة الأمير نواف للمنطقة، وأكدت أنه سيكون لها أثرها الطيب على رياضيي المنطقة بشكل عام وشباب عسير ونادي الزيتون بشكل خاص. افتحوا مكتبا فرعيا من جانبه، رحب نائب رئيس نادي النخيل، عضو الاتحاد السعودي، نائب رئيس لجنة ألعاب كرة القدم سياف المعاوي بالزيارة، وتلمس الأمير نواف عن قرب لأبرز مشاكل واحتياجات الأندية، مشيراً إلى أن أبرز مشاكل الأندية تنحصر في الناحية المالية، وعدم كفاية الدعم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، مشدداً على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب حتى تؤدي الأندية المطلوب منها تجاه الشباب، مطالباً بحصر جميع الديون وسدادها من قبل الرئاسة، وتغيير نظام الجمعيات العمومية للأندية، وإلزام رؤساء الأندية بعدم إخلاء طرفهم أو قبول استقالتهم من النادي حتى يلتزموا شخصياً بسداد جميع الديون، وتسليم النادي إلى الإدارة الجديدة دون ديون. ولفت إلى أن من أبرز مشاكل الأندية بُعد المسافات بينها وبين المكتب، منادياً بفتح مكتب فرعي للرئيسي في بيشة يخدم أندية النخيل والزيتون والسروات، ويضاف إليها نادي الأغر برنية، وقال "النخيل يلعب مع الشهيد في محايل عسير والعكس، وهذا يسبب اعتراض أولياء أمور اللاعبين بعدم ذهاب أبنائهم هذه المسافة، وكما يعلم الجميع أن وسيلة النقل السيارات بين أندية المنطقة والمسافات بينها أكثر من 500 كلم". وأضاف "كذلك أندية المنطقة بحاجة إلى مقرات جديدة ليمارس الشباب أنشطتهم الرياضية بكل يسر وسهولة"، لافتاً إلى أنه لن تتحقق أي إنجازات والأندية تعاني من الشح المادي وعدم القدرة على توفير ميزانيتها للألعاب للمشاركة. وطالب المعاوي، الأمير نواف بتشكيل لجان من قبل الرئاسة واتحاد القدم والاتحادات الأخرى لزيارة الأندية ميدانياً، والوقوف على مشاكلها، حتى يتم النهوض بها على جميع المستويات. أبها: نعاني مادياً أكد نائب رئيس نادي أبها يحيى ناصر، أن الأمل من الزيارة أن تجد أندية المنطقة اهتماماً من الإدارات المختصة بحل مشاكلها الإدارية والمالية، وإتاحة الفرصة لبعض المميزين للعمل الرياضي في اللجان والمنتخبات، واعتماد مزيد من الساحات الشعبية، فمثلاً أبها مدينة تحتاج لساحة شعبية حديثة تستقطب الشباب. وأكد ناصر معاناة ناديه من عدم وجود راع وتأخر مستحقاته لدى الجهات المختصة، إضافة إلى ضعف المردود المالي للنقل التلفزيوني، وتأخر سداد عقد الرعاية لدوري ركاء. واستطرد في شرح معاناة ناديه "نبدأ الموسم دون أي ميزانيات مالية، وتتأخر إعانة الاحتراف والمستحقات، ما يضعف الإعداد للموسم". وتابع "الرياضة في المنطقة حظيت بإنجازات تمثلت بالمنشأة الجديدة لنادي أبها ومثلها لضمك، ونأمل أن يعتمد الأمير نواف إضافة ملعب رديف ثان لمنشأة نادينا لتوفر المساحة المناسبة، ولحاجة مدينة أبها للملاعب، حيث إنها نادرة لصعوبة طبيعة المنطقة، كما تعاني منشآتنا من تواضع الصيانة والنظافة، وذلك لضعف إمكانات الشركات الأخيرة في هذا الجانب، ما يؤثر سلباً على الملاعب وصلاحيتها، وكذلك بيئة الملاعب". الشهيد: حسنوا أوضاعنا المالية بدوره، أكد رئيس نادي الشهيد علي المسعودي، على ضرورة أن تسهم زيارة الأمير نواف في تحسين أوضاع أندية الدرجة الثالثة بالمنطقة مادياً، مشيراً إلى أن ما يصرف لها من إعانات سنوية لا يكفي لتسيير مناشطها، في ظل عدم وجود أي دعم من أي جهة أخرى"، مضيفاً "ما يزيد الأمر سوءا مطالبة اللاعبين بصرف حوافز مادية لاستمرار بقائهم في النادي". وحول أبرز ما يعانيه ناديه، قال "الشح المالي وقلة الموارد، وعدم وجود بيئة رياضية جاذبة، فمقرات الأندية الحالية لا تساعد مرتاديها على مزاولة أنشطتهم بالشكل المطلوب، ناهيك عن عدم التجاوب من المكتب في إنهاء إجراءات الأندية بالسرعة المطلوبة". وشدد على الوضع المالي الحرج لناديه في الوضع الراهن، خصوصاً في ظل مطالبات اللاعبين بحوافز مادية، وكذلك صيانة مرافق الأندية وتسديد فواتير الخدمات المختلفة وصرف معاشات بعض العاملين، وكذلك تجهيز الفرق بما تحتاجه من ملابس وإعاشة وغيرها. ولم يخف المسعودي ديونا على النادي رغم ما يقومون به من ترشيد لمصروفات كل الألعاب، مؤكداً أن ذلك سبب عزوف وتدهور في مختلف الألعاب. وتطرق إلى وجود عزوف عن الترشح لعضوية مجلس الإدارة، معزياً ذلك إلى عدم وجود حوافز للتقدم لها، ومطالبات النادي من كل عضو الحضور وتفعيل النشاط الذي يسند إليه. المصيف: نترقب الدعم وأكد رئيس نادي المصيف أحمد سحمان، ترقب الجميع في المنطقة للزيارة، وقال "كلنا أمل أن تحمل الزيارة حقيبة الخير والدعم والتطوير". ولفت ابن سحمان إلى أن المتابع للرياضة في المملكة قد يخرج بانطباع أقل من المتوسط عن أندية عسير، مبررا ذلك في المقام الأول بنظرة المجتمع القاصرة للرياضة والتي امتدت لتصنف بأنها مضيعة وقت دون وجود فائدة، وسط انتقادات لمن يعمل في هذا المجال ومنع النشء من الالتحاق بالأندية. ونوه بوجود صعوبات لمزاولي الأنشطة الرياضية منها الصعوبة البالغة في التنقل لعدم وجود وسائل نقل مخصصة لبعد المسافة بين المنازل وأماكن مزاولة رياضتهم. وانتقد ابن سحمان مطالبة الهواة بمساواتهم بالمحترفين في الأندية، مؤكدا أن اللاعبين باتوا لا يلعبون في الدرجة الثالثة إلا بمبالغ مالية رغم عدم وجود المال في تلك الأندية. كما شكا من عدم وجود أماكن صالحة لممارسة الألعاب الأخرى.