استمرت المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة والإرهاب أمس في فضح مخططات تنظيم القاعدة بالمملكة، إذ كشفت عن سعي التنظيم إلى اغتيال مفتي عام المملكة وعدد من المشائخ. وعاودت المحكمة إصدار أحكامها، إذ وجهت بحق مدعى عليه وحيد حكماً بالسجن لمدة 16 عاما وتعزيره بالجلد 40 جلدة، ومنعه من السفر لمدة مماثلة لسجنه، مع توصية من قبل ناظر القضية باستمرار علاجه النفسي، وإلحاقه بمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة وإعانته لإكمال تعليمه الجامعي بإلحاقه أثناء فترة سجنه بإحدى الجامعات السعودية. وفي حيثيات الحكم، فقد أثبت القاضي حضوره السهرات الماجنة والشبهة القوية الدارئة للحد إلى التعزير في تعاطيه الخمر، في حين لم يثبت ما يوجب إقامة حد المسكر للشبهة الدارئة للحد. وقرر المدعى عليه الاعتراض على الحكم الصادر بحقه بلائحة اعتراضية مع توكيل أخيه في كل ما يتعلق بهذه الدعوى، فيما قرر المدعي العام الاعتراض بلائحة اعتراضية. وأدين المدعى عليه بتكليفه من أحد أعضاء تنظيم القاعدة إثر عودته إلى المملكة بالقيام بأعمال إرهابية، تتمثل في اغتيال مفتي عام السعودية وعدد من المشائخ والشخصيات، ومحققين من المباحث العامة، وتكليفه بتجنيد مجموعة أشخاص لغرض جمع الأموال لاستئجار مزرعة أو استراحة لتكون وكراً لتصنيع المتفجرات والتخطيط للقيام بالأعمال الإرهابية، وكذلك تجنيد مجموعة أشخاص لغرض اقتحام سجون المباحث العامة من أجل تهريب الموقوفين. وأدين المدعى عليه باعتناقه المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، حيث ثبت تكفيره حكام الدول الإسلامية وحكومة هذه البلاد والعاملين فيها، إضافة إلى تلقيه كتبا تحث على اعتناق المنهج التكفيري واغتيال رجال المباحث واطلاعه عليها وتأثره بها. كما أدين المدعى عليه بالمشاركة في القتال الدائر في العراق تحت راية غير راية ولي الأمر ودون إذنه، والانضمام لتنظيم القاعدة الإرهابي المناهض للدولة والداعي إلى القتال وقلب نظام الحكم وإهدار مقدرات الدولة والمواطنين وتفجير المجمعات السكنية والمنشآت الحكومية وقتل المستأمنين والمعاهدين ورجال الأمن، والعمل على تحقيق أهدافه، حيث خرج إلى العراق وتدرب على الأسلحة الثقيلة والخفيفة وتلقى عددا من الدورات القتالية وكذلك انضمامه لجماعات مقاتلة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي ومشاركته في القتال مع تلك الجماعات المقاتلة. كما أدانته المحكمة بالشروع في تكوين خلية إرهابية داخل السعودية وتجنيد الشباب للانضمام لتلك الخلية لغرض تحقيق أهدافه التي عزم على تنفيذها داخل هذه البلاد تحقيقاً لأهداف تنظيم القاعدة الإرهابي؛ حيث ذهب لمنزل أحد الموقوفين وحرضه على القتال وعرض عليه عبر جهاز الحاسب الآلي محتوى وحدة التخزين الخارجية العائدة إليه، والتي تحتوي على صور المنشآت النفطية برأس تنورة لغرض تجنيده للانضمام للخلية الإرهابية التي شرع بتكوينها وقام باستئجار عدد من الشقق المفروشة لتكون وكراً للتخطيط والتنسيق للقيام بالأعمال الإرهابية التي عزم على تنفيذها. وثبت للمحكمة قيامه بتمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية من خلال تلقيه مبلغاً مالياً قدره 70 ألف ريال من آخر، لدعم المقاتلين في العراق والاشتراك في تمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية عن طريق الاتفاق والتحريض والتستر من خلال اتفاقه مع أحد المشبوهين على جمع الأموال لصالح المقاتلين في العراق.