تعتمد الولاياتالمتحدة في التعاطي مع ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أسلوب "الغموض الخلاق" الذي يعطي الرئيس محمود عباس فرصة للقول بأنه حقق ما طالب به من تحديد مرجعية المفاوضات وفي نفس الوقت تتيح للإسرائيليين استئناف البناء الاستيطاني داخل الكتل الاستيطانية الكبرى التي تقول إسرائيل إنها ستضمها إليها في كل الأحوال. وتشير تقارير أمريكية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيصدر قرارا عند انتهاء مهلة تجميد الاستيطان في 26 سبتمبر بالعودة إلى البناء ولكن في نطاق تلك الكتل الاستيطانية الكبيرة فقط وهي على وجه الحصر "جوش عتسيون" و"آرييل" و"معالي ادوميم" و"كريات عربة" و"موديني عيليت". ومن المتوقع ألا يعلن القرار على نحو إعلامي يضخم من شأنه حرصا على استمرار المفاوضات المباشرة. وقال آهارون ميلر عضو فريق السلام الأمريكي إبان إدارة بيل كلينتون إنه لا يعرف على وجه الدقة كيف سيتسنى للرباعية أن تضع صيغة خلاقة إذا كان التباين في المواقف حادا إلى هذه الدرجة. غير أن ميلر أضاف "ما يصل إلينا من أخبار ينم عن قرب التوصل إلى اتفاق على صيغة بيان الرباعية الجديد. وبصفة عامة فإن المرجعيات والأسس لم تلق احتراما في السابق. إن الشرط الأساسي الآن هو أن تبقى الولاياتالمتحدة لصيقة بعملية التفاوض لمساعدة الجانبين على اجتياز أي صعوبات. وأعتقد أن الرئيس باراك أوباما أكد ذلك للرئيس محمود عباس كما أكده السناتور ميتشل أيضا". وتضغط واشنطن الآن على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لقبول بيان الرباعية الجديد الذي سيعلن بعد أيام قليلة إذا ما وافق عليه الجانبان. إلا أن الاتصالات التي تدور الآن لم تصل بعد إلى حصول واشنطن أو اللجنة الرباعية على موافقة صريحة . وأدت تلك الجهود بالإضافة إلى اتصالات مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون إلى التوصل لحل يقضي بوضع صيغة جديدة لموقف اللجنة الرباعية تعتمد على ما ورد في بيان مارس الذي صدر من اجتماع اللجنة في موسكو. وتتضمن الصيغة الجديدة إعلان بدء المفاوضات المباشرة على أساس وقف الاستيطان والسعي نحو تأسيس دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 بعد تعديلات طفيفة وذلك خلال عامين من وقت بدء المفاوضات المباشرة. وتسعى آشتون لإقناع محمود عباس بالجلوس أولا مع الجانب الإسرائيلي ومن ثم طرح المطالب على طاولة المباحثات، إذ ترى أن مجرد اللقاء المباشر سيعمل على إذابة الجليد، ويضع خطوات مبدئية لتفاهمات مقبلة. وتسود أجواء الشك الآفاق الأوروبية في إمكانية عقد مفاوضات مباشرة ناجحة ، قبل قبول إسرائيل بعض المطالب الفلسطينية كمبدأ للحوار ، فيما أعلنت آشتون أن الجانبين سيطرحان بيانا قبل نهاية الأسبوع الجاري ، لعرض الأسسس التي يمكن أن يتم عليها التفاوض المباشر، وأن البيان سيتضمن موعدا لاستئناف المفاوضات قبل نهاية الشهر الجاري.