"كل شيء يذكّرها بوالدها الملك خالد (رحمه الله).. يذكرونه ويبكون أحياناً، وبعدها يضحكون". بهذا المعنى وصفت الأميرة البندري بنت خالد ل"الوطن" مشاعرها وهي تتحدث عن ذكرى الملك خالد، مؤكدة دوام اتقاد الذكرى في ذاكرتها وذاكرة إخوتها الأمراء وأخواتها الأميرات مع أحفاده وحفيداته، مرجعة سبب ذلك بقولها "لأنها ذكرى حلوة.. جميلة، تلك التي عاشوها كأسرة تمارس حياتها بشكل طبيعي وسط منزل ضمهم عبر مراحل حياتهم التي عاشوها برفقته منذ الطفولة"، تلك الطفولة التي وصفتها الأميرة البندري ب"السعيدة".بينما قالت شقيقتها الأميرة موضي بنت خالد، بنبرة ودودة عن أسلوب تربية والدها الملك للأبناء والبنات: "ما عمرنا، حسينا إن فيه تفرقة بيننا وبين إخوتنا، فالبنات مثل الأولاد"، في إشارة مباشرة إلى ما كان يتمتع به من عدل، انسحب على أسرته كما شعر به شعبه.وتتذكر الأميرة موضي - وهي تبتسم - كيف كان والدها الملك خالد يربيهم على "التواضع"، مستشهدة بما كان يقوله لهم حتى يتمثلوا صفة التواضع مع الجميع، بقوله لأبنائه وبناته "وش شايفين حالكم عليه".حسن التعامل، احترام الآخرين، والصدق، أبرز الصفات التي أحبها أبناء وبنات الملك خالد، ويعملون على امتثالها، وتقول الأميرة موضي "ما كنا نتجرأ نكذب عليه".باحت الأميرتان البندري وموضي ل"الوطن" بأكثر تلك السمات التي شكلت أسلوب تعامل الملك الإنسان داخل منزله، وتمثلت كل سمة في كيان زوجته وأبنائه وبناته، ومازالت تسكن خواطرهم جميعاً، متفقتين على ذلك الاحترام الذي تعلمتاه مع إخوتهما وأخواتهما، للصغير والكبير. وقالت الأميرة موضي أن الملك خالد كان يعودهم دائما على احترام الصغير والكبير بمنهج القدوة.كانت الأميرة البندري - وهي تتحدث - مأخوذة بجرأة وشجاعة والدها الملك عندما يصرح برأيه "دون أن يخاف في الحق لومة لائم"، فأفصحت - وهي تستحضر مشاهد الزمن الجميل برفقة والدها - عن اكتسابها شيئاً من هذه الصفة، مستدركة بقولها: "لكن لست بمثله". وتسترسل الأميرة البندري في حديثها - وكأن رساماً تشكيلياً يواصل إكمال لوحة شاعرية تضم أسرة الملك خالد في قلبها - لتتساقط زخات مطر الذكريات من حولها؛ حيث كانت الزوجة وأبناؤها وبناتها يتحلقون حول والدهم الملك وهم يشاركونه ببساطة لحظات تجمعهم حول المائدة.ولم تنس الأميرة موضي عطف والدها عليهم قائلة: "إذا كان عطوفاً مع كل الناس ومهتماً بهم، فمن المؤكد أنه عطوف ومهتم بالدرجة الأولى داخل بيته مع زوجته وأبنائه".وتستحضر الأميرة موضي كل تلك التفاصيل الساكنة في أعماقها؛ مشيرة إلى أن الملك خالد كان يصطحبهم معه في سيارة عند خروجه، كما كان لا يسافر في رحلة شخصية إلاّ ويأخذههم معه، حتى عند "المقناص" كان يطلبهم للخروج معه في فترات معينة.وعندما ترى الأميرة البندري إخوتها الأمراء: بندر، وعبدالله، وفيصل، ترى كل صفة بأبيها قد انتقلت وتوزعت على أبنائه؛ فلدى أخيها الأكبر الأمير بندر تجد - كما لدى بقية إخوتها وأخواتها – العطف، ويحبون تواصله الأسبوعي معهم. ولدى الأمير عبدالله يجدون السند والدعم والاهتمام بهم جميعاً من القلب - كما وصفت الأميرة البندري. أما فيصل، فتقول: إنه عطوف يتذكرهم دائماً؛ مستشهدة بما كان يفعله منذ صغره واستمر عليه؛ فلا ينساهم عندما يخرج للسفر، ليعود وهو يحمل لهم الهدايا البسيطة، حيث كان يذكرهم بأي غرض، داعية الله أن يوفقه في عمله؛ حتى يخدم وطننا كما خدم الملك خالد.وعندما تحتاج الأخوات الأميرات الاستشارة، تعودن أن يكن قريبات مع إخوتهن ليتناقشوا ويسألن الغائب والحاضر. تقول الأميرة البندري إنهم إلى جانب ذلك، يعودون بالمشورة إلى أختهم الكبرى الأميرة نورة بنت عبدالله بن جلوي - أختها غير الشقيقة - التي تربت في كنف والدها الملك خالد بعد زواجه من والدتها. الإخوة الأمراء والأخوات الأميرات تعلموا من والدهم العمل بتلاحم وتعاون، وامتد هذا الأمر إلى أحفاد وحفيدات الملك خالد. وكان أحد نتاج هذا التلاحم مؤسسة الملك خالد الخيرية، التي تتعدد أنشطتها ومجالات عملها الخيرية؛ ومن بينها كتاب مصور أطلقوا عليه اسم "ملامح خالدة" الذي تم مؤخراً ورصد صوراً للملك خالد، وصاحبته عبارات كتبت عنه.أشرف على مشروع الكتاب الأميرة البندري بنت خالد، التي لم يعقها مرضها لمدة تسعة أشهر عن متابعة الإشراف عليه عن بعد، عبر الهاتف.