فيما نجت عدة أحياء بمحافظة حفر الباطن من كارثة غرق خلال السيول الأخيرة, من مياه وادي الباطن الذي يخترق المحافظة مرورا بعدة أحياء هي الفيصلية والخالدية والعزيزية وأبو موسى الأشعري، ومع عدم اكتمال مشروع حماية المحافظة من السيول ومخاطرها منذ 13 عاما، لا تزال هذه الأحياء تحت تهديد السيول ولهذا وقعت تحت تصنيف أحياء "خطرة". ورغم أن المشروع بدأ تنفيذه في عام 1422، إلا أنه أصبح أحد المشاريع المعمرة التي لا تحمل تاريخ نهاية، ولهذا لا تزال قنوات المشروع غير فعالة في تصريف المياه مما يجبر البلدية في كل موسم أمطار على الاستعانة بآليات شفط المياه من نقاط توقف المشروع وتنظيف قنواته التي تغلقها المخلفات بشكل كبير. وكشفت السيول الأخيرة ضعف الإمكانيات والاستعداد لدى الجهات المعنية بحماية المحافظة من السيول، وأيضا غياب التنسيق بين الجهات المعنية؛ حيث تم إغلاق مسار وادي الباطن بالقرب من مزارع الهليباء مما أدى لغرقها بشكل كبير وبعد فتح المسار هددت مياه الوادي حي النايفية والفيصلية والخالدية التي تفاجأ سكانها بالمياه تجري في شوارعهم بعد جفافها بعد توقف الأمطار وهي المياه المتجمعة في وادي الباطن. ويقول المواطن مشعل المطيري من سكان حي الفيصلية إن الحي يقع في مواجهة الوادي وهو أول حي يستقبل المياه، وقد فاجأتنا المياه بعد توقف الأمطار بسبب إغلاق مسار الوادي بالقرب من المزارع ومن ثم إعادة فتحه مرة أخرى، متسائلا: "كيف سيكون حالنا لو واصلت الأمطار هطولها مع عدم فاعلية مشروع تصريف السيول؟". ويضيف المواطن خلف العنزي من أهالي الخالدية أن مداهمة المياه لشوارع الحي بعد توقف الأمطار أمر يدعو للقلق خصوصا أننا في موسم الأمطار والتوقعات بهطول أمطار غزيرة تتوالى؛ فيجب أن تكون هناك خطة كاملة لاحترام مسار وادي الباطن وتسهيل مرور المياه عبر طريقها الذي تعرفه لتخترق الأحياء عبر قنوات مشروع تصريف السيول الذي نطالب بسرعة الانتهاء منه. "الوطن" حاولت الحصول على تعليق من بلدية حفر الباطن عن آلية حماية المحافظة من سيول وادي الباطن من خلال الاتصال على رئيس بلدية حفر الباطن، وذلك عبر قسم العلاقات العامة والإعلام ببلدية حفر الباطن إلا أننا لم نتلق الرد حتى لحظة إعداد التقرير. إلى ذلك، ناقش محافظ حفر الباطن عبدالمحسن العطيشان الخطة العامة لمواجهة أضرار الأمطار والسيول من خلال الاجتماع بأعضاء اللجنة الفرعية للدفاع المدني والمكونة من عدة إدارات حكومية من المحافظة، بالإضافة لقيادة المنطقة الشمالية، وتمت مناقشة تحويل مسار الشعاب عن المواقع الآهلة بالسكان من بداية مجراها، ومناقشة وضع حلول لطريق الملك عبد الله وطريق أبي بكر الصديق المرتبطين بالصناعية عن طريق وادي فليج، ومعالجة وضع وادي الباطن من جهة الهليبا والنايفية. كما ناقش الاجتماع ما تم حيال مشروع تصريف المياه ومناطق تجمع المياه داخل محافظة حفرالباطن. وأصدرت اللجنة عدة توصيات منها رفع مستوى المندوبين وإيجاد وسيلة اتصال فعالة ومباشرة، ودراسة وضع مسار الشعاب على مستوى المحافظة وكذلك مزارع الهليبا، ودراسة وضع عبارات وكبارٍ لطريق الملك عبد الله وطريق أبي بكر الصديق من قبل البلدية، واستكمال العقم الترابي من جهة النايفية، ومتابعة ما تم عمله من قبل فرع وزارة المياه بشأن السدود، وإلزام أصحاب المزارع بوضع عبارات في مزارعهم لتصريف مياه الأمطار.