سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوزاري الخليجي: ارتياح ل"اتفاق جنيف" وتطلع لمرحلة جديدة في العلاقات مع إيران ندد بنزف الدماء السورية وطالب بالتدخل السريع لوقفه جدد وقوف المجلس مع مصر ومساعدتها حتى استعادة موقعها الريادي
اختتمت بالكويت أمس أعمال اجتماعات الدورة 129 للمجلس الوزاري المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكل من الأردن والمغرب، التي عقدت في إطار التحضيرات للقمة الخليجية ال34 المزمع عقدها بالكويت خلال ديسمبر المقبل. ورأس وفد المملكة إلى الاجتماعات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وعبرت دول المجلس في بيان ختامي عن "ارتياحها" إزاء اتفاق القوى الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي، داعين إيران إلى التعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعبر البيان عن تطلع دول المجلس أن تشكل الانتخابات الإيرانية الأخيرة "مرحلة جديدة بين دول مجلس التعاون وإيران، مبنية على عدم التدخل وحسن الجوار، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها". وبالنسبة لسورية، دعا وزراء الخارجية إلى "انعقاد مؤتمر جنيف 2 بسرعة ليساعد في التوصل إلى تسوية سياسية"، منددين باستمرار "نزف الدماء" في سورية و"استخدام أسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين"، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لحمايتهم. وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أكد في افتتاح الدورة، حرص دول المجلس على مواصلة المسيرة تنفيذا لتوجيهات قادة دوله بتحقيق مزيد من الإنجازات في إطار العمل المشترك. وأعرب عن الألم لما يجري على الأرض السورية من سفك للدماء وتواصل للقتل ومزاولة مستمرة للتدمير والتهجير حتى بلغ الأمر استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد المواطنين العزل من نساء وأطفال وشيوخ بصورة يندى لها جبين الإنسانية، مؤكدا أن دول المجلس تجدد بشدة إدانتها لهذه الجرائم البشعة، وما ترتب عليها من قتل لعشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء وتهجير ونزوح الملايين. وتابع أن هذا الأمر يضع العالم بأسره أمام تحد كبير يستلزم التدخل السريع والفعال من قبل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، لاتخاذ الإجراءات الضرورية الكفيلة والرادعة لحماية المواطنين العزل والحفاظ على حياتهم، إضافة إلى تقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري في الأماكن المحاصرة وفي عموم الأراضي السورية وخارجها. وأعرب عن أمله في أن ينجح مؤتمر "جنيف 2" في حشد الجهود الدولية لتوفير الدعم الكافي لمواجهة مأساة الشعب السوري الشقيق، معربا عن تطلعه إلى سرعة عقد المؤتمر الهادف لوضع تسوية سياسية لهذه الأزمة الطاحنة، إضافة إلى ضمان إيقاف مسلسل القتل ووضع حلول سلمية تحقق للشعب السوري تطلعاته إلى الاستقرار والأمن والعيش الكريم. وحول العلاقات مع مصر، قال الشيخ صباح الخالد إن دول مجلس التعاون وانطلاقا من علاقتها المميزة مع مصر وإيمانها بالمصير المشترك تثمن لمصر مواقفها الإيجابية المساندة وعلى مر العقود تجاه قضايا دول المجلس ودعمها لأمن واستقرار دوله، موضحا أن دول المجلس تؤكد مجددا وقوفها مع مصر ومساعدتها حتى تتخطى هذه المرحلة بسلام ووئام. وذكر أن دول المجلس تؤكد على موقفها الثابت وإيمانها المطلق بوعي الشعب المصري وقدرته على تجاوز مصاعبه الراهنة عبر حرصه على كل ما يحفظ أمن واستقرار مصر ومقدراتها والتفاهم على بناء مسار اجتماعي واقتصادي متكامل ويحقق استراتيجية طموحة وعادلة ضمن خارطة الطريق التي أعلنتها القيادة المصرية تتناسب مع مكانة الشعب المصري وتعجل من استعادة مصر لموقعها التاريخي والريادي. وأضاف أن دول مجلس التعاون تضع ضمن أولويات سياستها الخارجية كل ما يتعلق بقضية الشعب الفلسطيني باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة العربية، مؤكدا على الموقف الثابت من عدالة مطالب الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه الكامل بأن يهنأ بالعيش الآمن والكريم وبالحرية والعدالة وباستعادة أرضه المحتلة وإنهاء كافة مظاهر الاستيطان والقمع الذي تمارسه سلطة الاحتلال الإسرائيلية. وشدد على أن حل القضية الفلسطينية لن يتحقق إلا من خلال إيجاد حل شامل لهذه القضية قابل للتنفيذ ومن خلال فترة زمنية محددة كي ينعم الجميع بسلام شامل وعادل، معربا عن ارتياح دول المجلس لجهود الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري وعزمهما المضي قدما بمسيرة السلام. وشدد على أن السلام العادل يجب أن يقوم على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعلى حدود الرابع من يونيو 1967. وحول إيران قال "تمت المتابعة باهتمام لنتائج اتفاق جنيف المبرم بين مجموعة ال 5 + 1 وإيران فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، حيث عبرنا عن ارتياحنا لهذا الاتفاق"، معربا عن أمله أن يشكل مقدمة تهيئ التوصل إلى حل شامل لهذا الملف. وأكد أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقا لمبادئ القانون الدولي وتطبيق المعايير الخاصة بالسلامة في منشآتها النووية والانضمام الفوري إلى اتفاقية السلامة النووية. وأعرب عن تطلع دول المجلس إلى أن تشكل نتائج الانتخابات الإيرانية الأخيرة بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين دول المجلس وإيران قائمة على احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. وبالنسبة إلى اليمن، قال إن اليمن يحظى بدعم ومساندة دول المجلس من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في ربوعه، مضيفا أننا نتابع باهتمام كبير الجهود التي تقوم بها الحكومة اليمنية في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وأضاف أننا نتابع النتائج التي تمخض عنها الحوار الوطني الشامل وندعو المجتمع الدولي إلى تقديم كافة وسائل الدعم الكفيلة بإنجاحها وتحقيق طموحات وتطلعات الشعب اليمني إلى الأمن والازدهار والاستقرار. وكان الوزاري الخليجي عقد جلسة بمشاركة وفدي المغرب والأردن، وأخرى مخصصة للتعاون مع اليمن. وأكد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في الاجتماع مواصلة تقديم الدعم والمساندة للمضي قدما في مسيرة العمل المشترك بين دول المجلس والأردن والمغرب. وبدورها أفادت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي امباركة بوعيدة أن بلادها تعد الاجتماع إشارة قوية على القيم الراسخة والقواسم المشتركة الهادفة لتعزيز السلم والاستقرار واحترام الوحدة والسيادة الوطنية للدول. كما أكد الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني حرص قادة دول المجلس على دعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط دول المجلس بالأردن والمغرب مؤكداً حرصهم على تعزيز تلك العلاقات وتطوير ما تم إنجازه من شراكة استراتيجية لتحقيق الأهداف المشتركة. وبدوره قال وزير الخارجية الأردني ناصر إن مسيرة التعاون بين بلاده ودول المجلس تتخذ في هذه المرحلة شكلاً مؤسسياً من خلال ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات السابقة، معرباً عن أمله في استمرار العمل معا لتدعيم هذا التعاون والاستمرار فيه للوصول إلى المرحلة المبتغاة من التعاون والتكامل بين الأردن ومجلس التعاون. وفي السياق، أوضح وزير الخارجية اليمني أبو بكر عبدالله القربي أن المواقف الثابتة لدول المجلس بالمبادرة الخليجية لليمن وآليتها التنفيذية كان لها الأثر الأكبر على الشعب اليمني مؤكدًا أن بلاده تسير في الاتجاه الصحيح في تنفيذ المبادرة. وأعرب عن أمله في تحرك أكبر من قبل المجموعة الدولية للتخفيف من المعاناة المعيشية عن الشعب اليمني، مقترحاً عقد اجتماع لأصدقاء اليمن بكامل أعضائه مرة واحدة سنويا على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.