سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش الليبي يعلن "النفير" في بنغازي إثر مواجهات مع "السلفيين" مقتل 9 أشخاص بينهم 4 عسكريين وإصابة 49 آخرين إغلاق منافذ المدينة لمنع وصول إمدادات ل"أنصار الشريعة"
أعلن الجيش الليبي أمس حالة "النفير العام" في بنغازي، ودعا "كافة العسكريين" إلى "الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري"، بعد مواجهات بين الجيش وجماعة سلفية جهادية في بنغازي، أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 49 آخرين. وقال المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي (الحاكم العسكري للمدينة)، المقدم إبراهيم الشرع إن رئيس الغرفة العقيد عبد الله السعيطي "أهاب بكافة العسكريين الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري، لافتا إلى أن هذا الأمر يصحبه إعلان لحالة النفير". وأضاف أن "كل من يتخلف عن الالتحاق سيتحمل عواقب غيابه قانونيا ويعد ذلك هروبا من حالة النفير والطوارئ القصوى". وجاء إعلان الجيش بعد مقتل تسعة قتلى بينهم أربعة عسكريين وإصابة 49 شخصا آخرين بينهم عشرة مدنيين باشتباكات للقوات الخاصة والصاعقة التابعة للجيش الليبي مع أنصار الشريعة السلفية الجهادية في مدينة بنغازي (شرق) أمس على ما أفادت مصادر طبية وعسكرية. ونقل شهود عيان أن مسلحين في مناطق شرق بنغازي أقاموا العديد من الحواجز في الطريق إلى المدينة تحسبا لقدوم قوات مساندة لجماعة أنصار الشريعة من مدينة درنة. وقال الشرع إن "أي رتل يدخل أو يخرج من المدينة دون علم الغرفة سيواجه بالقصف عن طريق سلاح طيران القوات الجوية". وأضاف أنه "طالما توجد مقاومة على الأرض فستستمر المواجهات لحفظ الأمن والشرعية". ودعا سكان بنغازي إلى الهدوء والتعاون مع القوات النظامية، مؤكدا أن السلطات اتخذت كل الإجراءات لإعادة الأمن إلى المدينة. وبدورها حذرت الحكومة من أن الجيش يشكل "خطا أحمر" يجب عدم تجاوزه. وأعلن وزير الداخلية بالوكالة الصديق عبد الكريم أثناء تلاوته بيانا للحكومة أن "المواجهات أوقعت تسعة قتلى و49 جريحا". ولم يعرف على الفور عدد الضحايا من جانب الجهاديين لأنهم يعالجون في مستشفى تديره جماعة أنصار الإسلام. ودعا وزير الداخلية الليبي سكان بنغازي إلى الهدوء والتعاون مع القوات النظامية، مؤكدا أن السلطات اتخذت كل الإجراءات لإعادة الأمن إلى المدينة. ومواجهات أمس هي الأولى من نوعها بين القوات النظامية والمجموعة الإسلامية. وحتى الآن كانت السلطات تتجنب أية مواجهة مع الإسلاميين الذين يتزايد نفوذهم في شرق البلاد. وقال المتحدث الرسمي باسم القوات الخاصة الليبية والصاعقة العقيد ميلود الزوي إن "اشتباكا عنيفا وقع لعدة ساعات بين قواتنا وخلية من أنصار الشريعة". وأضاف أن المواجهات اندلعت بعد تعرض دورية تابعة للقوات الخاصة لهجوم. وأوضح أن "الجيش قام بالرد ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة". وقال إن المواجهات بين الطرفين توسعت لتصل إلى مناطق أخرى من بنغازي، التي دوت بها انفجارات وسمع إطلاق نار في مختلف الأحياء. ونقل شهود عيان أن مسلحين في مناطق شرق بنغازي أقاموا العديد من الحواجز في الطريق إلى المدينة تحسبا لقدوم قوات مساندة لجماعة أنصار الشريعة من مدينة درنة. وقد تأسست جماعة أنصار الشريعة بعد إعلان تحرير ليبيا إثر سقوط نظام معمر القذافي السابق في 23 أكتوبر 2011 في مدينة بنغازي، ومن ثم تكونت لها فروع عدة في مصراتة وسرت ودرنة وعدد من المدن الليبية الأخرى. وتدعو الجماعة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية. ونسبت إليها مسؤولية اغتيال قضاة ومسؤولين أمنيين في بنغازي، كما يشتبه في ضلوعها في الهجوم الذي قتل فيه السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين في سبتمبر 2012، لكنها تنفي أي ضلوع لها. وتأتي أعمال العنف في بنغازي فيما اتخذت السلطات الليبية خطوات لإخراج الجماعات المسلحة من طرابلس بسبب الاستياء الشعبي في العاصمة. وفي 15 نوفمبر قتل 46 شخصا وأصيب أكثر من 500 بجروح في طرابلس بعدما فتح مسلحون النار على متظاهرين مسالمين كانوا يطالبون بخروج الجماعات المسلحة من العاصمة.