انتشرت مخاوف كثيرة من عمليات الاختراق والتجسس التي قامت بها وكالات استخبارات أميركية، الأمر الذي دفع كثيرا من المتخصصين في مجال أمن المعلومات إلى وصف الإنترنت الآن ب"غير الآمن". وقال الأكاديمي المتخصص في أمن المعلومات الدكتور فهد بن محيا ل"الوطن": إن شبكة الإنترنت بعد فضائح الاختراقات والتجسس الأخيرة أصبحت غير آمنة وغير موثوق فيها. وأضاف أن عددا من الدول حاليا تتجه إلى إنشاء برتكولات خاصة بها كما أن هناك توجهاً في أوروبا لعمل برتكولات خاصة بالحكومات. وأكد أنه عند لقائه بأحد المسؤولين في شركة "كاسبرسكي" المتخصصة في أمن المعلومات أكد له المسؤول أن من حق أي دولة أن تبني نظاما خاصا بالإنترنت لديها وذلك بعد عمليات التجسس الأخيرة. إلى ذلك، باتت الثغرات الأمنية في أنظمة الهواتف الذكية واللوحية وحتى الكمبيوترات بأنواعها، تشكل هاجسا يؤرق كبار الشركات المتخصصة في هذا المجال. فبعد أن أعلنت شركة "جوجل" في يونيو الماضي أنها ستدفع مكافأة مالية ضخمة لمن يكتشف عن أي ثغرة أمنية في نظام أندرويد، ظهرت لديها مشكلة كبيرة أدت إلى انتقادات حادة بسبب ثغرة جديدة تسهل اختراق بريد "جي ميل" الأمر الذي دفع الشركة إلى إصلاح هذه الثغرة سريعا. وتمكنت الشركة من إصلاح ثغرة في عملية استرجاع الحسابات وكلمات المرور الخاصة بخدمة البريد الإلكتروني التابعة لها، بعد أن كانت هذه الثغرة تسمح للمهاجم بخداع المستخدم للحصول على تفاصيل بيانات حسابه في الخدمة. وعن ذلك يقول المحيا: إنه بالنسبة للثغرات الأمنية فليس هناك أمان كامل، فالقصة تماما تشبه حكاية الشرطي والحرامي وهي مستمرة. وأضاف بأن بعض الشركات تحاول أن تجذب أكبر عدد من المتخصصين في أمن المعلومات بالإضافة إلى "الهاكرز" للاستفادة منهم في حل بعض الثغرات. وكانت شركة مايكروسوفت للبرمجيات وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قد رصدوا جوائز للباحثين في مجال أمن المعلومات الذين يكتشفون ثغرات أمنية في البرامج والتطبيقات التي تستخدم على نطاق واسع، ويمكن أن تضر عددا كبيرا من مستخدمي شبكة الإنترنت. وسوف يقدم البرنامج مكافآت لمن يكتشف ثغرات أمنية في باقة ضخمة من البرامج التي تستخدم على شبكة الإنترنت، من أهمها "جوجل كروم" و"برنامج إنترنت إكسبلورر 10" و"أدوبي ريدر" و"فلاش بلاير". وسوف تتراوح قيمة المكافآت حسب خطورة الثغرة الأمنية وذلك بدءا من 300 وحتى 5000 دولار. وفيما يحاول الكثير من الشركات تكوين دروع واقية من الاختراقات الإلكترونية وإحداث ثغرات في أنظمة الإنترنت وخادمات الشبكات، إلا أن العملية مستمرة كما يؤكد ابن محيا، فالقضية الأساسية هي أن الهاكرز أحيانا يدخلون في تحد خاص مع أنفسهم أو مع الغير لإثبات نجاحهم في اختراق أي موقع أو خادم شبكة أو حتى اختراق بعض الحسابات الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" أو "تويتر". وأضاف أنه ينبغي على أصحاب هذه الحسابات أولا حذف كل الرسائل الخاصة لديهم، وثانيا ربط حساباتهم بإيميل غير معروف، وثالثا ربط حساباتهم برقم الجوال.