قرر "المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والإفتاء"، أكبر مرجعية سنية بالعراق، وقف الصلاة بالمساجد السنية في بغداد وغلقها لإشعار آخر استنكارا للاستهداف المتكرر لمساجده. وأوضح في بيان رسمي أول من أمس، أنه "احتجاجا على استهداف المساجد وأئمتها وروادها تغلق مساجد أهل السنة في الصلوات الخمس في بغداد، من بعد صلاة الجمعة وحتى إشعار آخر". وأضاف البيان "الديموقراطية بالعراق أفرزت مشروعا يرمي لتغيير مفاهيم عدة ويفتح بابا لصراعات وحروب ترمي لإقامة دولة طائفية تستهدف مكونا بعينه في وجوده وهويته ورموزه ومؤسساته وفي مقدمتها المساجد". وحمل البيان حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي المسؤولية بالقول: "إن دولة القانون تمارس خرقا يوميا برفضها الاستجابة للمطالب التي خرج لأجلها المعتصمون بل وتفسح المجال لميليشيات حليفة لتصفية رموز أهل السنة". وفي السياق، اتهم أمام وخطيب ساحة اعتصام الفلوجة، أمس، المالكي بترك زعيم جيش المختار واثق "البطاط يهدد الداخل والخارج ويستهدف الأبرياء والانشغال بمكاسبه الشخصية". وتساءل المحمدي "من هذا الذي يسمي نفسه البطاط ويهدد الداخل والخارج ويستهدف الأبرياء، في وقت يدعي فيه المالكي أنه من حكومة دولة قانون، فأين قواتها من ملاحقة هذا المجرم الطليق الذي يروج للطائفية والقتل وسفك الدماء أمام أنظار أجهزة الجيش والشرطة". وأوضح "على المعتصمين بجميع المحافظات الصبر والثبات، فلن نسكت على الجرائم التي تنفذها الميليشيات ضد المدنيين وعلماء الدين الذين وقفوا مع أبنائهم في رفض الظلم الذي يتعرضون له منذ سنوات، وسنطالب بمحاسبة القتلة وفق القانون، ولن نترك دماء شهداء شبابنا". وشدد المحمدي "على ضرورة أن يفتح مجلس الأنبار تحقيقا لكشف ملابسات حوادث اغتيال المدنيين وضباط الجيش من قبل عناصر استخبارات بالجيش تم اعتقالهم قبل أيام بعد مهاجمتهم منزل ضابط". وطالب المحمدي "إدارة الفلوجة وشرطتها، بتخفيف إجراءات الدخول لها، وتسهيل دخول العوائل والمرضى، لكي لا تكون سجنا كبيرا للأبرياء". وواثق البطاط، هو أمين عام حزب الله في العراق، وتبنى عمليات الهجوم المسلح على معسكر ليبرتي، إضافة إلى عدد من العمليات التي استهدفت أهل السنة. وميدانيا، قتل تسعة أشخاص وأصيب 24 آخرون بهجمات استهدفت أمس مناطق متفرقة في العراق، وفقا لمصادر أمنية وطبية. ففي بغداد، قتل شخصان وأصيب سبعة بينهم ثلاث نساء بانفجار عبوة ناسفة عند سوق لبيع الخضر في منطقة النهروان". كما انفجرت "عبوة لاصقة على سيارة مدنية تعود لطبيب بمنطقة الأعظمية، ما أدى لمقتله في الحال". وأدى انفجار عبوة ناسفة عند جامع الصديق بحي السيدية، غرب بغداد، لمقتل اثنين من المصلين وإصابة خمسة. وفي هجوم مماثل، قتل شخص وأصيب خمسة بانفجار عبوة ناسفة قرب تجمع للمصلين بعد صلاة الجمعة في منطقة أبو غريب، استنكارا على استهداف رجال الدين السنة. واغتال مسلحون مجهولون ضابطا برتبة رائد لدى مروره بسيارته في شارع العمل الشعبي بمنطقة العامرية غرب بغداد. والضحية يعمل مديرا لمكتب مسؤول الجريمة الاقتصادية بوزارة الداخلية. كما قتل اثنان من الصحوة وأصيب مثلهما بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور دوريتهم في قرية مسعود الواقعة في الطارمية (45 كلم شمال بغداد). وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قتل أربعة من الأمن، بينهم ضابط بالجيش، بهجومين منفصلين.