على الرغم من تأكيداتهم بأن نسبة أورام الثدي في المملكة قليلة ولا تقارن مع بعض الدول في أوروبا وأميركا، إلا أن بعض الأطباء حذروا من أنواع وصفوها ب"الخطيرة"، مشددين على أن يتم التعامل معها بحذر. وقال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر العالمي الخامس لمستجدات أورام الثدي واستشاري أورام الثدي في مركز الأميرة نورة بجدة الدكتور متعب الفهيدي، إن التقارير المحلية والدولية تفيد بأن المملكة من الدول التي تمتلك نسبا أقل في الإصابة بأورام الثدي، بالمقارنة مع دول أوروبا وأميركا. وأوضح في ختام فعاليات المؤتمر، أن المملكة تسجل ازدياداً في أورام الثدي، غير أن القدرة على الاكتشاف المبكر تمثل حجر الزاوية لمحاربة هذا المرض، مشيدا بتوسع الخدمات الصحية المنتشرة في نطاق واسع من البلاد، وزيادة الوعي الثقافي بمخاطر سرطان الثدي، وكلها مسببات زادت من قدرتنا على اكتشاف عدد أكبر من الحالات، مما يعد ظاهرة إيجابية. وحول المؤتمر قال الفهيدي: "سعينا من خلال هذا المؤتمر إلى التعريف بالكثير من مسببات المرض، وطرق مواجهته بصورة فاعلة، وهذا في الحقيقة سيزيد كثيراً قدرتنا على رسم خطط استراتيجية، تمكننا من الاكتشاف المبكر للمرض، والتقليل من نسب الحالات التي تصل إلينا، ويكون فيها المرض أصبح بمراحله المتقدمة أو أن المرض قد انتشر". وبين أن المؤتمر هذا العام أعطى صورة كبيرة لآخر المستجدات الطبية في مجال علاج الأورام، حيث كشف من خلال طرح العديد من الدراسات السريرية والبحوث العالمية، بأن التصنيف الجزئي يشير إلى وجود أنواع مختلفة من أورام الثدي، ولكل منها شكل خاص من العناصر البيولوجية، وهذا يعني بأنه لا بد من وجود استراتيجية علاجية مناسبة لكل نوع، وهذا ما يسمى بالعلاج التفصيلي الذي يناسب كل حالة، وهذا في الحقيقة يمثل ثورة علمية حديثة تطرق لها المؤتمر. وأوضح الفهيدي أن أهمية المؤتمر تكمن في وضع كل ما هو جديد في مجال علاج الأورام، حيث تطرق إلى طرح الجديد في العلاجات الهادفة، ودورها في إعطاء نتائج ذات فاعلية أكبر في الكثير من حالات أورام الثدي، وأكد بأن العديد من القطاعات الصحية في المملكة تهتم حالياً بتسجيل هذه الأدوية والحصول عليها من أجل توفير الطرق العلاجية الفاعلة للمرضى. وأشار الفهيدي إلى أن بعض أنواع أورام الثدي "شديدة الخطورة" ويجب التعامل معها بحرص وبصورة دقيقة، وذلك من خلال إعطاء العلاجات الناجعة، وتمكين المرضى من الشفاء منها، والعمل على جعل المستعصي منها مرضا يمكن التعايش معه، مع الحفاظ على جودة الحياة لدى مريض السرطان. من جهته، أكد رئيس قسم الأورام في مستشفى براتو في إيطاليا وأحد المحاضرين في المؤتمر الدكتور أنجيلو دي ليو، أن أورام الثدي في ازدياد مستمر على مستوى العالم، مستدركاً: "لكن الخبر الجيد هو أنه أصبح لدى الأطباء القدرة على اكتشاف الحالات بصورة مبكرة، مما يساعد على التقليل من نسب الوفيات". وقال أنجيلو: "أصبح لدى الأطباء الآن القدرة على تحديد الاحتياج السليم لكل مريض سرطان، ويأتي ذلك من خلال تحديد الخصائص البيولوجية في خلايا الأورام، واستخدام الأشعة التي تساعد في تحديد حجم الورم، وكلاهما تقنيات جديدة تساعد في تحديد نوعية العلاج، الذي يمكن أن يوصف لمريض السرطان، وهذا بحد ذاته يعتبر ثورة في علاج الأورام، وهذا ما تبين لعموم المشاركين في هذا المؤتمر".