كشفت مصادر "الوطن" عن علاقة مباشرة، بين الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو ما يُعرف اصطلاحا باسم "داعش"، والنظام السوري، للإسهام في إنقاذ نظام الأسد، مما يصفه على الدوام ب"الإرهاب"، بعد أن سعت دمشق مراراً لإقناع الرأي العام العالمي، بأن ما تشهده، لا يتجاوز كونه "إرهاباً"، وليس ثورة شعب، ضد نظام حكم استبدادي. وقالت المصادر "التنظيم المتشدد ما هو إلا أداة بيد نظام بشار، بل ويتخطى الأمر أكثر من ذلك بكثير، بعد أن أخذ نظام الأسد يعمل بالاعتماد على ذلك التنظيم، ليس في أعمال القتال فحسب، بل بلغ الأمر تمويله بحاجته من النفط، بعد أن وضعت تلك التنظيمات يدها على مناطق النفط السورية، نتيجة لتوفير النظام غطاءً، مكّنها من الاستيلاء على مقدرات الشعب السوري من الثورة النفطية". وتضع تنظيمات متطرفة وجدت لنفسها موطئ قدم في سورية، بعد اندلاع الثورة نفسها في خدمة نظام دمشق، الذي وضع هو الآخر تلك التنظيمات، في محلٍ غير محلها، بعد أن استولى بعضها على مناطق الإنتاج النفطي، وبات يعتمد عليها، وإن كان بشكل جزئي في تغطية حاجته النفطية، في إشارة تعكس مدى الارتباط بين الطرفين. وتجاوزت المصادر ذلك بكثير، حين أكدت أن قادة تابعين لتنظيم "داعش" يعملون بتنسيق مُباشر تارة، وغير مباشر تارة أخرى، مع قادة نظام الأسد وأركانه، لتحقيق معادلة ما أسمته المصادر "شيطنة الثورة"، كما يريد النظام. واستدلت المصادر بإطلاق سراح قائد تنظيم "جبهة النصرة"، "أبو محمد الجولاني" في شهر مايو عام 2011، تحت عنوان "مكرمة رئاسية"، من سجن صيدنايا الشهير، المعروف باحتضانه لمعارضي الأسد السياسيين. هذا بالإضافة إلى عدد لا يستهان به من قادة التنظيمات المتطرفة التي نشطت أخيراً على الأراضي السورية، في خطوة متعمدة للزج بتلك الشخصيات في أتون العمل المسلح ضد النظام، لزيادة التصور العام، بأن ما تشهده سورية ليس سوى نشاط لجماعات متطرفة على أساس أيديولوجي. ومضت المصادر تسترسل في شرح تفاصيل عمليات إطلاق سراح نظام الأسد لعددٍ من المتطرفين، وقالت "نظام الأسد تعمد إطلاق سراح عدد من الشخصيات المعروفة في تطرفها، وأبقى في ذات الوقت على معتقلين سياسيين خطرهم أقل ممن تم الإفراج عنهم بموجب عفو رئاسي، وهذا يدل على أن النظام تعمد استخدام هذه الشخصيات كورقة تسهم في كسبه للرأي العام العالمي". وفي المقابل، تضع طهران نفسها أيضاً في خدمة أجندات النظام السوري، عبر توفيرها غطاء من خلال زرعها عملاء داخل صفوف التنظيم، في عمليات اختراق للحرس الثوري الإيراني. أمر زعيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل بثته قناة الجزيرة الفضائية أمس، بإلغاء دور "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، مؤكداً أن "جبهة النصرة" هي فرع التنظيم في سورية. وقال "تلغى دولة العراق والشام الإسلامية ويستمر العمل باسم دولة العراق الإسلامية"، مؤكداً أن "جبهة النصرة لأهل الشام فرع مستقل لجماعة قاعدة الجهاد يتبع القيادة العامة". وأضاف أن "الولاية المكانية لدولة العراق هي العراق، والولاية لجبهة النصرة لأهل الشام هي سورية".