تمكنت دوريات الإمارة بمحافظة يدمة وبعد مطاردة استمرت لثمان ساعات شهدت تبادلا كثيفا لإطلاق النيران، من القبض على مطلوب جنائي في قضية قتل وقعت قبل سبع سنوات، حيث تتبعت فيها الجهات الأمنية أثر أقدامه بعد سيره راجلا لمسافة 30 كلم. وكشف مصدر مسؤول في تصريح خاص إلى "الوطن" أمس، أنه أثناء عملية التمشيط والمسح الميداني في حدود محافظة يدمة بمتابعة من المحافظ ناصر آل صالح، وتحديدا في موقع يدعى المسماة، لوحظ عند الساعة الثامنة مساء الخميس الماضي قدوم سيارة نوع شاص موديل 2012 كان يستقلها 4 أشخاص، وبمتابعتهم من قبل دوريات الإمارة بالمحافظة رفض قائد السيارة التوقف وعندها تعرضت إحدى الدوريات إلى إطلاق النيران من قبل شخص كان بداخل السيارة وآخر على صندوقها. وأضاف أن الأشخاص أطلقوا 15 طلقة نارية على الدورية وتم الرد عليهم بالمثل من قبل الدورية، وبعد ذلك تعرضت السيارة "الشاص" أثناء المطاردة للسقوط من أعلى كثبان رملية واصطدمت مقدمة السيارة بجرف رملي، مما أدى إلى إلحاق بعض التلفيات بها وتوقفها بالقرب من موقع الاصطدام. أسلحة نارية وأكد المصدر أنه بالوصول إلى السيارة من عدة جهات أمنية لم يعثر على الأشخاص الأربعة الذين كانوا يستقلونها، عندها تمركزت إحدى الدوريات الأمنية بجوارها ومشطت باقي القوة المنطقة، حيث نجحت في العثور على ثلاثة أشخاص، تحتفظ "الوطن" بأسمائهم، والذين رفضوا تسليم أنفسهم طواعية وهددوا رجال الأمن بحجة أن لديهم أسلحة نارية وأنهم سيطلقون النار على كل من يقترب منهم، وعند التفاوض معهم من قبل مشرف الدوريات لما يقارب النصف ساعة، تم القبض عليهم بالقوة الجبرية. وبين المصدر أنه لوحظ عند القبض عليهم تعرضهم لإصابات متوسطة جراء حادث الانقلاب، وعلى الفور تم تحويلهم إلى مستشفى يدمة ومن ثم إلى مستشفى الملك خالد بنجران وسط حراسة مشددة. وأضاف المصدر المسؤول: تبقت مجموعة من الدوريات في موقع الحادث بقيادة النقيب يوسف مدخلي، ومتابعة مدير شرطة المنطقة اللواء صالح الشهري، لتمشيط الموقع، حيث عثروا على 12 ظرفا فارغا لسلاح من نوع رشاش بالقرب من موقع الحادث، وتم تفتيش السيارة الشاص وعثر بداخل الصندوق على سلاح من نوع رشاش كلاشنكوف به 12 طلقة نارية حية، إضافة إلى ظرف فارغ وطلقة حية داخل الصندق، كما عثر بداخل السيارة على جهاز لاسلكي من نوع "كنود" وتم استدعاء فرقة من مرور المحافظة لتخطيط الحادث. وأشار إلى أنه عند الاستمرار في عملية التمشيط من قبل دوريات الإمارة لوحظ أثر شخص مترجلا، حيث تم اقتفاء أثره حتى عثر على قماش به لون أحمر يشتبه في أنه لدم إنسان، وبمواصلة تتبع الأثر عثر على جهاز هاتف جوال من نوع "سامسونج"، واستمرت الدوريات في التتبع لمسافة 30 كلم تقريبا باتجاه غرب الموقع في مكان يدعى المسماة، حتى عثر على شخص يرتدي ملابس سوداء ويحمل سلاحا رشاشا "كلاشنكوف" مصابا في ساعده الأيمن وتم تطويقه عن طريق الدوريات وتوجيه الأمر له برمي سلاحه جنبا وتسليم نفسه، وتم القبض عليه من قبل القوة في الموقع وعلى الفور تم إسعافه وعندها اتضح أنه أحد المطلوبين أمنيا في قضية قتل أقدم عليها قبل سبع سنوات. حراسة مشددة وأوضح المصدر أنه تقرر تنويمه وسط حراسة أمنية مشددة في مستشفى الملك خالد، ومن بعدها تسليمه إلى الجهة الأمنية المختصة بعد مطاردة استمرت من الثامنة من مساء الخميس حتى الرابعة من فجر الجمعة الماضي. وكان محافظ يدمة ناصر آل صالح، قد عقد الخميس الماضي اجتماعا مع مشايخ ونواب وأعيان المحافظة، حيث اتفق المجتمعون على الاستجابة لتوجيه أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله حول التعاون لاستتباب الأمن وتكثيف التوعية التي تهدف إلى منع انتشار الأسلحة وحملها في المواقع العامة أو إطلاق النيران في المناسبات.